الأربعاء، 29 أغسطس 2012

أم سحلول مكتئبة


 أكيد أكيد مش نسيتوا العفريتة التنكة أم سحلول ومشكلتها النفساوية 
ولو نسيتوا أو لسه فيه حد مش عارف وعايز يحل معانا المشكلة هيلاقيها فى


حكايات لاسعة عن العفريتة ( أم سحلول )
  
 ............... 

أم سحلول .. أم سحلول
يووووه بقى يابنتى اصحى فوقى ،  انتى استحليتى النوم فى برميل الطرشى؟ !
مش بترد ليه دية ؟ !
دية نومهم تقيل أوى زى أخويا أحمد .. بيعمل زيها كده بالظبط ..  أقعد أصحى فيه .. يا أحمد اصحى .. يا بنى انت مش قلتلى صحينى الساعة 8 ؟  .. يا أحمد بطل فشل المحاضرة هتروح عليك  .. وبعد زمن يتعطف عليا حضرته ويقلى اعمليلى كوباية شاى بلبن وأنا هحصى على طول ..  أنا طبعا ناصحة بكون عاملهوله أصلا  .. بفوت عليه فرصة انه يزحلقنى علشان ينام تانى .. وفى الأخر بيستسلم وبيقوم ينام فى الكوباية قصدى يشربها !

بس  أنا أول مرة أعرف ان العفاريت كمان نومهم تقيل زى البشر
لتكون  ........ ، يا سلام لو اللى فى دماغى حصل بجد .. ده أنا كده هرتاح راحة ما بعدها راحة
أم سحلول .. 
يا بنتى الكل بيسأل عليكى 
أحمد وضياء ودينا وبيقولوا انك وحشتيهم
 أم سحلول.. شكلها كده فطست
 لولولولى .. الله أكبر .. انتصرنا يا جدعان .. العفريتة التنكة فطست وماتت وخلصت منها خلاص  
ياربى دا حلم ولا علم .. حد يرش عليا شوية مية 

أحمد لو سمحت بلاش انت بالذات .. أنا عارفة انك زعلان على حبيبتك العفريتة .. بس رش المية عداوة !
سيبنى بقى أفرح و أغنى براحتى  .. هغنى ايه ؟ .. أيون افتكرت
لابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم ابيض على كل مظلوم اسود على كل ظالم


أم سحلول :
 اهىء اهى ء
ميرو :
استنوا كده
حد سمع حاجة  ولا أنا بيتهيألى ؟
شكلى من كتر الفرحة بقيت بتخيل صوت حد  نفسى انه يكون فطس ورحل من زمان
أم سحلول :
اهىء اهىء .. لأ يا ميرو .. متخافيش عليا أنا مش غرقت ولا فطست اهىء اهى ء  .. وبعدين ابقى خبى نواياكى الشريرة دية جوايا وبلاش تقوليها بصوت عالى كده .. أنا لسه قاعدة على قلبك ومنورة حياتك !
ميرو :
منورة حياتى !
( ده انتى ضلمتيها ربنا يهدك )
 ما انتى مش فطستى أهو .. قصدى يعنى مش نايمة ..  أومال مش بتردى ليه ؟!
أم سحلول :
 عايزة ايه يا ميرو ؟
ميرو :
هعوز منك ايه يا ختى .. ده انتى اللى محتجانى ؟
أم سحلول :
اهىء اهىء أنا مش عايزة حاجة من حد .. ومش ليا نفس أرد عليكى أو أتكلم مع حد .. أنا قلت أرد عليكى وأطمنك انى الحمد لله لسه حية أرزق   
ميرو :
حية ترزقى !
( ضيعتى فرحتى ربنا يهدك )
 أم سحلول :
اهىء اهىء امشى بقى وسيبينى فى حالى الله يخليك 
ميرو :
ليه بقى يا ختى ؟
أم سحلول :
اهىء اهىء عندى اكتئاب
ميرو :
لا حول ولا قوة الا بالله .. هو الفيروس ده مش بيعتق حد .. حتى العفاريت انتشر عندهم  
أم سحلول :
أه اتعدينا منكم .. امشى بقى علشان أنا مخنوقة  على الأخر وحاسة انى هطق هموت اهىء اهىء
ميرو :
يااااااااارب يا ختى
أم سحلول :
سمعاكى يا ميرو .. ادعى براحتك .. أنا أصلا عايزة أرتاح بقى من الدنيا دية اهىء اهىء
ميرو :
رجعنا تانى لبحر الدموع .. طب خلاص يا أم سحلول متقطعيش قلبى .. كفاية بقى لحسن أقعد أعيط جمبك .. أه والله أعملها اهىء اهىء
أم سحلول :
أصل انتى متعرفيش الحكاية يا ميرو .. حكاية صعبة أوى عليا 
ميرو :
طب ما تحكى يا ختى .. أهو نفضفض لبعض ..
ونغنى زى ما بيقولو على الفيس (تيجي نحط همي ع همك ٠٠ ونضربهم في الخلاط ٠٠ونرقص ونطنطط ع مزيكتهم وهما بيضربوا ٠٠ وتشربي كاس واشرب كاس ٠٠ونزقطط ونفرح ونضحك في وش الناس )
أم سحلول :
أهو هو الفيس ده سبب اكتئابى اهىء اهىء
ميرو :
ازاى يعنى ؟
ما تحكى بقى على طول .. ما بقاش عندى دموع الله يخربيتك
أم سحلول :
طيب يا ميرو براحة .. ولو سمحتى متخربيش بيتى
ميرو :
يا شيخة روحى كده .. هو انتى أصلا لسه اتفتحلك بيت علشان يتخرب
أم سحلول :
كده يا ميرو بتزلينى اكمن يعنى عنست اهىء اهىء
ميرو :
ما انتى السبب يا أم سحلول .. أصل انتى عايشة فى الدور قوى .. وانتى أصلا راحت عليكى .. بس أنا خلاص يا ستى هسكت وهسمعك .. معلشى بقى أنا أسفة
أم سحلول :
ماشى اعتذارك مقبول
ميرو :
الله ما أطولك ياروح .. يارب صبرنى على العفريتة التنكة دية
ها قوليلى مالوه الفيس باكتئابك ؟
أم سحلول :
أصل أنا من كام يوم هربت من برميل الطرشى اللى انتى فاكره نفسك حبسانى فيه بالعافية .. ورحت على طول على الفيس وقعدت أتنطط وأنا فرحانة من بروفايل لبروفايل تانى .. رحت اتصدمت صدمة عمرى كلها ووقعت ومحدش سمى عليا !
ميرو :
تستاهلى علشان بعد كده تسمعى الكلام وتبطلى شقاوة العيال المتهورة دية
بس انتى اتصدمتى فى ايه ؟ حسب معلوماتى لسه معملوش خط مترو على الفيس !
أم سحلول :
مترو ايه انتى كمان ؟!
ميرو :
مش انتى اللى بتقوليلى اتصدمتى .. يكونشى اتصدمتى فى أتوبيس .. طب مش تخلى بالك .. ها طمنينى  الأتوبيس عامل ايه دلوقتى ؟؟!
أم سحلول :
 امشى يا ميرو .. انتى عايزة تنقطينى وتموتينى ناقصة عمر 
ميرو :
طيب خلاص متزعليش .. وبعدين محدش بيموت ناقص عمر .. فيه ناس بتخلل .. زيك كده !
 أم سحلول :
اهىء اهىء .. أنا مش عايزة أتخلل تانى .. اهىء اهىء 
ميرو : 
طب ما أنا قاعدة بقلك من الصبح اطلعى من البرميل .. هو الاكتئاب عملك طرش وللا ايه ؟ !
أم سحلول :
اهىء اهىء .. هتجننينى .. بقلك عايزة أمووووووووووت .. أنتحر وأرتاح من الدنيا كلها .. تقوليلى اطرشيتى
 ميرو :
 ( هو انتى لسه شوفتى حاجة .. دية فرصتى علشان أنتقم من اللى عملتيه فيا  )
 براحة انتى فاكرنى اطرشيت زيك .. أنا موافقكى جدا وهساعدك كمان بس قوليلى الأول 
ايه  اللى صدمك وخلاكى تقررى القرار الصح جدا ده ؟
أم سحلول :
هقلك على المصيبة .. اهىء اهىء .. لقيت كل الريلاشن شيب فى البروفايلات  اتحولت من سينجل لمرتبط .. حتى اللى اتحولت من مرتبط لسينجل – وقتها أنا فرحت أوى – رجعت تانى اتحولت لمرتبط
ميرو :
ما هو علشان نيتك الوحشة دية حصلك اكتئاب .. ليه يا أم سحلول كده تفرحى فى مصايب غيرك؟!
أم سحلول :
مصايب ايه انتى كمان ؟!
دوووووووووول بيلعبوا بأعصابى  .. شوية سينجل وشوية مرتبط  وبعدها بحبة يرجعوا سينجل وبعدها بحبة أقل يبقوا مرتبط
ميرو :
معلشى يا أم سحلول .. خلينا نفترض حسن النية وبعدين انتى مالك ؟ ! .. انتى عنستى وراحت عليكى سيبى غيرك يلعب براحته !
أم سحلول :
أنا ماليش دعوة .. أنا عايزة ألعب زيهم كده ..
هما بس يعلمونى بس البداية وأنا هبقى حريفة زيهم .. سينجل مرتبط سينجل مرتبط
ميرو :
أم سحلول اتجننت يا جدعان 
على فكرة ضياء ودينا وأحمد بعتولك سلام .. وخصوصا أحمد  لسه مكلماه دلوقتى وقال عليكى كلام يجنن
 أم سحلول :
متجبليش سيرته خااااالص أحمد ده 
 ميرو :
ليه كده يا أم سحلول ؟ ! .. ده حتى وصانى عليكى وقعد يزن عليا ويتحايل علشان أخرجك من البرميل .. بيقول يا ستى انك وحشتيه جدا
 أم سحلول :
وحشته ! .. أه ما هو باين أوى .. سيبينى فى حالى بقى علشان عايزة أقعد لوحدى
ميرو :
طب فهمينى قبل ما تروحى تكتئبى .. أحمد عملك ايه ؟!
أم سحلول : 
 أصل انتى متعرفيش الحكاية يا ميرو .. لو عرفتى قلبك اللى جوه ده هيتقطع بجد مش هتمثلى وتحطيلى ايدك على قلبك وتقولى أه قطعتيلى قلبى وانتى فى الحقيقة بتكونى خايفة على مدونتك تغرق  .. وعينك دية هتسح بحر دموع مش دمعتين بطلعيهم بالعافية مجاملة يعنى
ميرو :
تصدقى أنا غلطانة انى بواسيكى .. ده انتى عفريتة معندكيش دم  .. يالا روحى بقى سحى دموع بره المدونة بتاعتى
أم سحلول :
اهىء اهىء .. متناديش عليا تانى .. علشان مش هرد عليك ..  أنا هروح أدخل البرميل تانى علشان عايزة أفكر ومتخافيش مش ناوية أموت وأريحك دلوقتى .. لازم أخد وقتى فى الاكتئاب !

( دعونى أكتئب فى صمت ! )
دية أخر حاجة قالتها أم سحلول قبل ما تغطس فى برميل الطرشى 
ياترى يا أحمد عملت للبنت ايه خلاها تتصدم وتبقى حالتها كده ؟
 لتكون زى ما بيقول ضياء 
( اذ ربما حب جديد ) ؟
أنا بقول يا دينا تخلى بالك من خطيبك وبلاش تدعى لأم سحلول بالشفا وبالسلامة  تانى  لأنها أكيد  شافت البروفايل بتاعك وتقريبا كده هى بتفكر تنتقم من كل اللى مرتبط

على العموم يا جماعة مش تقلقوا خااااالص .. أم سحلول مش ناوية تودع دلوقتى وان شاء الله هنعرف هى مبقتش طايقة أحمد ليه .. ده أنا لسه حتى مش قلتلها اللى قالهولى .. تكونشى سمعتنا واحنا بنتكلم ؟!

الجمعة، 24 أغسطس 2012

ميكروباص مجنون .. وسواق أطرش ، ويا عم وهى يعنى جت عليا أنا ؟ !!



أكيد كلكم مستغربين من عنوان التدوينة وبتقولوا مروة اتجننت أكتر ما هى مجنونة 
أكيد عندكم حق.. أنا اتجننت
بس والله أنا كنت طبيعية وعاقلة جدا على غير العادة  وكمان فرحانة  لحد الساعة 11 قبل الظهر .. 
تعالوا أحكيلكم .. الأول قبل ما أبدأ حكاياتى .. هو انتوا وراكم حاجة ؟؟ 
 طيب بما انكم مش بتردوا يبقى السكوت علامة على انكم فاضيين تسمعوا جنانى .. ويمكن تكسبوا فيا ثواب وتعالجونى 
هحكيلكم الأول كنت فرحانة ومبسوطة ومظأطأة ليه 
أولا 
لأنى اكتشفت فى نفسى حاجة حلوة 
وهى  انى لما بحط حاجة فى دماغى وبتحدى نفسى بنجح فيها حتى لو كانت صعبة بالنسبالى فى البداية
فالحمد لله اتعلمت وعرفت أعمل البرومو لوحدى من غير مساعدة اخواتى أو أصحابى .. مع انه تعبنى  بس طعم النجاح حلو 
وثانيا  
لأن النهارده يوم المكتبة .. وحشتنى جدا بقالى تقريبا شهر مش رحتها .. ومن فرحتى معرفتش أنام .. ومن الساعة 8 الصبح نزلت ورحتها  واخترت كتب جميلة وكنت مبسوطة برده وأنا مروحة لحد لما 

وصلت الجيزة ورحت  لمكان الميكروباص بتاع دار السلام .. موقفتش كتير لأنه  الحمد لله  جه على طول واحد 
نزل منه ولد بيتنطط وقعد ينادى دار السلام .. قلت فى نفسى .. هو النهارده يوم العيال ولا ايه ؟ .. أصل الميكروباص اللى قبله برده السواق كان ولد صغير وأصحابه قاعدين جمبه بيسلوه وهو بيجرى بسرعة !

المهم الصراحة أنا مكنتش قادرة أقف لأنى مكنتش نايمة وحاسه انى تعبانة وهنام وأنا واقفة .. فعملت نفسى مش واخده بالى .. وأقنعتها انه يمكن يكون كبير وعاقل  بس جسمه صغير
ركبت وبدأنا نلم الأجرة .. والأجرة طبعا بقت جنيه من تقريبا 3 شهور لما السواقين اتفقوا مع بعضيهم وكل لما نركب ميكروباص يتقال نفس الكلام 
 (  من البداية على فكرة الأجرة بقت ب جنية واللى مش عاجبه ينزل .. طبعا لأن  احنا دايما ايجابيين.. وافقنا على طول  !! .. وده يمكن لأننا مش لاقيين ميكروباصات تانى ..  أو جايين من الشغل وتعبانين ومش قادرين ننزل وندور فبنقول هى جت يعنى على الربع جنيه ..  أو لأننا عارفين ان كل السواقين متفقين على تزويد الأجرة .. فاستسلمنا ورضينا  بالأمر الواقع !  )

  المهم خلينا نرجع للم الأجرة فى الميكروباص اللى سواقه عيل
 واحدة حجة كبيرة فى السن دفعت 75 قرش .. الناس قالولها الأجرة زادت ربع جنيه وبقت جنيه من 3 شهور تقريبا  .. قالتلهم ليه ومن امتى ؟
وبعد حبة نقاشات قالتلهم أنا نازلة قريب ومش هدفع الربع جنيه الزيادة
وصلت الأجرة لصاحب السواق العيل اللى كان قاعد جنبه .. ده  المساعد بتاعه بيلمله الأجرة علشان ميتشغلشى عن سباق العربيات اللى هو بيلعبه .. فيقوم  بعد الشر يعنى يخسر وتتقلب العربية المجنونة بينا

راح الكابتن المساعد قال بزعيق :

مين اللى دفع 75 قرش؟
الحجة : أنا
الأجرة جنيه يا حجة
الحجة : ليه ؟ هو البنزين غلى؟ !
اخلصى يا حجة .. انتى مش راكبة من الموقف .. يبقى جنيه
ولو مش هتفعى خدى فلوسك وهنزلك هنا !
الحجة : لأ مش دافعة وورينى هتعمل ايه .. عمالين تقولوا ثورة .. وانتوا مفيش فايدة فيكم .. مش عايزين تصلحوا من نفسكم .. ربنا يسامحكم .. خربتوا البلد !!
والله انتى اللى شكلك ست كبيرة وخرفتى !!

المهم فى النهاية بعد الزعيق والألفاظ الجميلة ..  الحجة دفعت الربع جنيه وقالتله مش مسمحاك 

ميكروباص مجنون وسواق أطرش 
بعد  شوبة حسيت ان العربية اتجننت وبقت تمشى بسرعة .. والسواق  لا حول ولا قوة الا بالله بقى أطرش .. تقريبا كده من صوت الأغانى العالى اللى مشغلها واللى هتجنن وأعرف أو أفهم هى بتقول ايه  ؟!
والمشكلة ان  الناس مش مراعية حالته خاااالص ..  قاعدين ينادوا  يا بنى هدى السرعة شوية .. يا بنى وطى التسجيل شوية .. بس هو يا عينى مالوش ذنب .. هيعمل ايه ما هو مش سامع !

أنا بقى الصراحة الوحيدة اللى كنت مراعية حالة الطرش اللى عنده .. قلت أوفر صوتى وأتشاهد أحسن .. أصله كده كده مش هيسمع !

وبعد شوية سمعت صوت الحجة بتقوله بزعيق على جنب يا خويا
وهى نازلة قالتله تانى مش مسمحاكم
رد عليها ( روحى الهى عربية تخبطك )!!!!

والناس العواجيز قعدوا يقولوا بينهم وبين نفسهم ( عيب دية برده قد أمه )
ورجعوا تانى ينادوا يابنى هدى شوية .. يا بنى وطى شوية .. وهو مازال أطرش 

قعدت نفسى تؤنبنى وتقلى يعنى لازم تقولى أنا تعبانة ومش قادرة أقف وزهقت من الزحمة وعايزة أروح .. أهو يا ختى هترتاحى للأبد
بس أنا طنشتها وسرحت مع نفسى واتخيلت حاجة مجنونة ..

 اتخيلت ان السواق الأطرش ده مقدرش يتحكم فى سرعة ميكروباصه المجنون و خسر فى سباق العربيات اللى مش بتتسابق معاه أصلا وعمل حادثة واتقلبت العربية بينا .. وكانت حادثة فظيعة فيها دم كتير وأكتر الناس العواجيز دووول ماتوا والباقى حالته خطيرة .. وأنا طبعا من الأموات .. وصاحب السواق اللى لسه كان بيدعى على ست قد أمه أو جدته  بالموت كمان مات .. وفضل السواق .. مش مات .. بس اتشل بالكامل .. ومش هيقدر حتى يقعد على كرسى متحرك .. هيفضل طول عمره نايم مش قادر يتحرك .. كأن عقاب ربنا ليه انه يفضل طول عمره حاسس بالذنب وبيتمنى الموت 

الحمد لله وصلنا بالسلامة .. بس الصراحة والحق يتقال .. السواق الأطرش  ده وصلنى فى وقت قياسى !! 
لما نزلت بقى غيظت نفسى وقلتلها .. ما هو محصلشى حاجة أهو .. الحمد لله لسه عايشة وكمان وصلت بسرعة .. شفتى بقى أد ايه الطرش ليه فايدة جامدة جداااااا !!

المرة دية نفسى هى اللى طنشتنى .. كانت بتفكر  ليه الولدين دوووول بقوا كده ؟؟ !!
شباب صغير متمرد على الدنيا كلها حتى على نفسهم .. مش خايفين على نفسهم .. بيشربوا سجاير وهما لسه مش كملوا ال 20 سنة
مش بيحترموا أى حد كبير .. مش بيراعوا انهم قد والدهم ووالدتهم .. وان والدته  ممكن تكون فى نفس موقف الحجة الكبيرة دية ..( داين تدان ) ..   ده لو كمان بيحترموا أهلهم أصلا !!

وصلت لميكروباص فايدة والحمد لله مكانشى السواق عيل .. كان راجل كبير
اتشغلت فى الشارع .. وفرحت أوى .. الصراحة يا جماعة ان دار السلام بقت نضيفة أوى .. 
بس المشكلة فى الناس !
يعنى مثلا لما واحد يكون بينه وبين الباسكت الكبير خطوات ويروح حادف الزبالة من بعيد .. قال ايه بينشن .. وطبعا كل مرة بيطلع فاشل  ومش بيشوف خاااالص  والزبالة تقع جمب الباسكت وهكذا لحد ما يبقى الباسكت فاضى وحواليه مليان زبالة !

بس اللى لاحظته ان فى أماكن  بقت نضيفة و عمال النضافة حطوا فيها زرع ( بس معتقدتش انها هتفضل نضيفة كده كتير ).. وأمكان لسه فيها زبالة .. تقريبا مش بيلحقوا أصلا يحطوا فيها زرع .. كل ما يشيلوا منها يرجعوا يلاقوها مليانة زبالة بعد شوية !

تعالوا نروح بقى لعمو السواق .. هو كان بيفطر سندوتشات فول وطعمية وهو بيسوق براحة  .. وأنا بقى كنت متابعاه .. وبلاش دماغكم تروح لبعيد .. مكنتش جعانة وببصله فى الأكل وعايزة سندوتش  ..  عينى كانت مركزة على حاجة تانية .. الورقة اللى فيها السندوتشات ،  كنت عايزة أعرف هيعمل فيها ايه ؟؟
وكنت متأكدة انه هيرميها فى الشارع
وقعدت مستنية وأنا بتمنى انه يخلف توقعاتى .. والصراحة الراجل استنى لما لقى حتة مليانة زبالة ورماها وهو بيقول ما هى كده كده  مليانة زبالة .. يعنى قصده هى جت على الورقة بتاعتى أنا

الموقف ده بالذات فكرنى بنفسى أيام الجامعة
 كنت ماشية مع صحبتى فى الكلية .. عزمت عليا بلبان .. أكلتها ورميت ورقتها الصغيرة جدا فى الأرض .. لقيتها رجعت أخدتها من الأرض وراحت رميتها فى الباسكت
أنا بقى عملت زى عمو السواق وبررتلها ان الأرض مليانة ورق شيبسى أكتر وأكبر من ورقتى الصغيرة جداا
يعنى مش هتأثر .. والدنيا كلها زبالة ومجتش عليا أنا ماهو كل الناس بتعمل كده



قالتلى
 ( النظافة من الايمان ) .. كل واحد هيتحاسب على نفسه.. انتى ايه اللى يخليكى تقلدى الحاجة الغلط
الكلمتين دول أثروا فيا أوى .. من وقتها لو نسيت ورميت ورقة فى الأرض برجع أجيبها تانى لما بفتكركلامها  .. وان لازم التغيير بيتدى منى أنا ده لو عاوزة الدنيا تتصلح 

 لما كل واحد يقول مش هتيجى عليا أنا .. يبقى مفيش حاجة هتتغير
أنا بعمل حاجة غلط وانت وهى وهو .. .. هيكتر  الفساد اللى احنا عايشين فيه ومش هيقل 
 مشكلتنا كل واحد بينادى بالاصلاح والتغيير وفى نفس الوقت يعمل الغلط ويبرر موقفه ويقول 
يعنى هى جت عليا أنا ما كل الناس بتعمل كده .. أو مش أنا اللى هحصل الكون .. أو أنا أحسن من غيرى بكتييير

دية أعذار ومبررات أقبح من الغلط نفسه 

بدل مبنضيع الوقت فى اختراع المبررات .. ليه مش بنحاول نطبق ؟ !
 قول الله تعالى 
 ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ )


على الأقل نكون قدوة بأننا نحاول نصلح من نفسنا ومش نعمل ونكرر نفس الغلط .. و نحاول لو شفنا غلط ننصح براحة على قد ما نقدر ( زى ما صحبتى عملت معايا كده ) .. ده لو عايزين الدنيا تتصلح ومش بنقول ونردد شعارات وخلاص من غير تنفيذ !!


الحمد لله أنا كده ارتحت 
هروح أنام بقى 


الخميس، 23 أغسطس 2012

برومو كتاب لحظات تأمل لـ مروة زهران

بصوا بقى أنا عينى وجعتنى ودماغى وفيوزاتى ضربوا وكلت ضوافرى كلها وخلصت النسكافيه اللى فى البيت كله
يعنى من الأخر تعبت فى اللى اسمه البرومو ده 
 علشان خاطرى بقى قولوا حلو

الأحد، 19 أغسطس 2012



عندما أصبح حلمى حقيقة .. عندما وجدت الحب الصادق معك .. إزداد خوفى !
عاد الخوف ليُذكرنى أننى مازلت أسيرة له .. ليُذكرنى أننى بإرادتى تمسكت به ، و تركت صداه يتردد فى حياتى وعالمى
لم أستطع الهروب منه .. لم أستطع فك قيودى ، فأيقنتُ أنكَ لن تكون لى يوماً


جزء من خاطرة ( سامحنى .. يا من أحببتنى بلا تردد ) بقلمى المشاغب 
من كتابى لحظات تأمل 


السبت، 18 أغسطس 2012

حاجة حلوة



لوسمحتوا  الكل يجمع هنا بسرعة بسرعة
عايزة أقلكم على موضوع خطير جدا 

خدوا نفسكم بقى  وركزوا معايا 
بقلكم ايه ياولاد محدش شاف النضارة بتاعتى ؟ .. خلاص خلاص لقيتها ..  استعنا على الشقى بالله  
لأ بلاش تركزوا وتبحلقوا أوى كده فى الشاشة ..  لنظركم يضعف وتقولوا مروة السبب
طيب يا عم براحة متزقكش أنا مالى  خليه يضعف بس ابقى كل كل يوم جزرة  
خلاص خلاص مبتحبش النصايح .. طيب خليك  ريلاكس 

بطلوا رغى بقى وخلونى  أفتكر كنت عايزة أقول ايه !

متقلقوش أكيد مش عايزاكم علشان تتذوقوا بسكوتاتى وكحكاتى ، اينعم هما اختراعاتى وعمايل ايدتينى  الاتنين دووووول وأكيد أكيد كنتوا هتاكلوا صوابعينكم وراهم زى العيال اخواتى 
بس الصراحة الصراحة أولا انا مش معايا رصيد أطلبلكم الاسعاف ، وثانيا هما أكيد حفظوا رقمى  من كتر ما اتصلت بيهم ومش هيردوا عليا تانى ، وثالثا أنا دلوقتى مش فاضية لأنى منقوطة .. بما انكم مش سألتوا  أنا منقوطة ليه ؟ .. يبقى من عينتينى الاتنين أنا هحكيلكم كل حاجة !
 سبب  نقطتى المنقوطة هى التهمة الزور اللى اتهموا بيها بسكوتاتى وكحكاتى واللى سببتلهم سمعة وحشة ! .. تلاقى الجيران  جايين يزوروا العيال اخواتى الغلبانين .. أصل فى سركم كده - وخلوا السر فى بير -  جالهم تلبك معوى .. بس متقلقوش هما بقوا كويسين بعد غسيل المعدة اللى عملوه ، المهم بيجوا يزوروهم  بالنهار علشان يكون الوقت صيام ومش يضطروا ياكلوا  من عمال ايدتينى ،  واللى بينقطنى أكتر  انهم بيكونوا جايين بطبق بسكوتاتهم وكحكاتهم معاهم .. قال ايه عايزينى أتذوقهم وأشوفهم حلوين ولا لأ ! ، مش عارفه بيعاملوا بسكوتاتى وكحكاتى  كده ليه .. هما ذنبهم  يعنى ان العيال اخواتى معدتهم مش قدرت تستحمل طعامتهم ؟ !

بس متخافوش عليا ..  أنا ولا همنى ولا آثر معايا ، محدش هيقدر يحبطنى أبدااااا ..أنا هقعد بعد الفطار أكل عمايل ايدتينى اللى تعبت فيهم  .. وانتوا بقى عليكم  تطلبولى الاسعاف
بس أنا احتياطى هتشاهد علشان أنا عارفة انكم عايزين تخلصوا منى

يوووووووه  بطلوا رغى بقى خلونى أقلكم ايه الموضوع الخطير قبل ما أودع !
 
لأ  يا ذكى .. مش عايزة أقلكم كل سنة وانتوا طيبين .. ما أنا قلتلكم امبارح ! .. مرة واحدة كفاية علشان بتخنق بسرعة   
 أنا كده هتخنق وهتجنن بجد ..  لبس عيد ايه  انت كمان اللى عايزة أخد رأيكم فيه ! ، مش سمعنى وأنا بغنى (قالوا راحت علينا خلاص ) ؟!
بص يابنى أنا هفهمك علشان انت شكلك غلبان وصعبت عليا أوى 

الحكاية انهم بيقولوا ان الواحد لما بيكبر مش بيجيب لبس عيد
رحت قلتلهم .. يعنى ايه كبرت ..  يكونشى أنا بقى عندى 60 سنة وأنا مش واخدة بالى ؟؟!
رحت لقيتهم بيبصولى باستغراب .. كأن فيه حاجة فى شكلى غلط 
استنوا كده لما أحسبها ، 24 سنة و11 شهر يبقى 35 و17 يوم يبقى 52 و11 ساعة يبقى 63 ودقيقتان يبقى 65 سنة ، تصدقوا كان عندهم حق وأنا ظلمتهم  ..  أنا كبرت وراحت عليا .. يالا بقى ربنا يسامحنى .. قولوا .. آميييييييييييييييييين
بس برده فيه حاجة تجنن أكتر
العيدية اللى اتلغت دية وبرده لنفس السبب .. نفسى أعرف ليه ؟ ما يقولوا بصراحة كده انى فلستهم  !

والحاجة اللى تنقط أكتر هى  العيال المقاريض اللى طلعولى فى البخت دووول علشان يفلسونى ،  الناس تتجوز وتجيب عيال والمفروض أنا بقى أدى عيدية ، طب وأنا مااااااااااالى .. مش كفاية راحت عليا .. لأ كمان لازم أعلن  افلاسى
المهم بلاش تقلبوا عليا المواجع بقى
يوووووه بقى مش قلتلكم بطل رغى ، بقلكم مش فاضلى كتيييييييييير !

بصوا بقى سيبكم من الجنان اللى فوق ده وركزوا معايا  علشان هنقوووول كلمتين جد
أنا وأصحابى فى الكلية كنا متعودين نعمل حاجة حلوة ليلة العيد .. وأكيد الحاجة دية الفكرة بتاعتهم هما  .. انتوا عارفين أنا مش بيطلع  منى غير الأفكار المجنونة
وبما انى أنا وأصحابى اتفرقنا وكل واحد دلوقتى فى حياته .. يبقى مفيش غيركم تدبسوا معايا فى الحاجة الحلوة دية
والحاجة الحلوة دية هنعملها فى ساعة الا ربع 
 بس هنصحى كلنا فى نفس الوقت وليكن مثلا الساعة 3 قبل الفجر
هنتوضى ونصلى ركعتين ونقرأ فيهم أخر صفحة من سورة الزمر
﴿ وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاؤها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فأدخلوها خالدين
وبعدين ندعى ان  ربنا يدخلنا الجنة مع بعض زى ما اجتمعنا على طاعته وذكره مع بعض
والوقت الباقى قرآن واستغفار 
بس كده
 وربنا يتقبل منا ومنكم ان شاء الله
اللهم اجعلنا ممن يقال لهم سلام عليكم طبتم فأدخلوها خالدين

احبكم فى الله
يالا بقى سلام أشوفكم بخير 
وياريت محدش ينسى عيديتى مع العيال الصغيرين

الجمعة، 17 أغسطس 2012

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

رحمة الله (2 )

جددوا النية

ورد في الحديث عن رسول الله قوله:
(رب ذنب ادخل صاحبه الجنة)
قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله ؟
قال: لا يزال صاحبه تائبا فارا منه خائفا من ربه حتى يموت فيدخله الجنة.
يقول العارفون بالله: ان معصية تورث ذلا وافتقارا خير من طاعة اورثت عزا واستكبارا.

وقال الشيخ ابوالعباس المرسي: 
كل اساءه ادب تثمر ادبا فليست بإساءة ادب
وكان رضى الله عنه يكرم الناس على قدر رتبتهم عند الله, حتى انه ربما يدخل عليه مطيع فلا يبالي, وربما دخل عليه عاص فأكرمه, لأن ذلك الطائع اتى وهو متكبر بعمله ناظر لفعله مستحسن لنفسه, وذلك العاصي جاء منكسرا بمعصيته وذلته ومخالفته.

ورد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صل الله عليه وسلم
قال:
(والذي نفسي بيده, لولا انكم تذنبون لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم).

لهذا الحد تصل رحمة الحق.

يقول تعالى:
(قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم)

وقد ورد في الحديث القدسي قوله تعالى:
(يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك.
من لقيني بقراب الارض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة.

  نعم كل الذنوب يغفرها الله.. الا الشرك..
هو الذنب الوحيد الذي اقتضى عدله الا يغفره..

افتح اي سورة من سور القرآن تجدها مبدوءة ب
.(بسم الله الرحمن الرحيم)..
الاسمان مشتقان من الرحمة وهما من اسماء الله الحسنى.. والرحمة التامة هي اضفاء الخير على المحتاجين, والرحمة العامة هي التي تتناول المستحق وغير المستحق, ورحمة الله تبارك وتعالى تامة وعامة.. والرحمة في الانسان كمال في طبيعته يجعله يتأثر لرؤية الالم, ويرق قلبه له.
يقول الامام الغزالي ان الرحمة لا تخلو من رقة مؤلمة تعتري الرحيم فتحركه الى قضاء حاجة المحتاج
والرب تعالى منزه عن ذلك فلعلك تظن ان ذلك نقصان في معنى الرحمة.. فاعلم ان ذلك كمال وليس بنقصان.. ليست نقصانا في معنى الرحمة.
لان كمال الرحمة بكمال ثمرتها.. وما دامت حاجة المحتاج قد قضيت بكمالها فلا معنى لتألم الراحم وتفجعه.. وانما تألم الراحم لضعف نفسه ونقصانها ولا يزيد ضعفها في غرض المحتاج شيئاً بعد ان قضيت حاجته.. وانما هي كمال في معنى الرحمة.
لان الرحيم من رقة وتألم يكاد يقصد بفعله دفع الرقة والالم عن نفسه, فيكون قد نظر لنفسه وسعى في غرض نفسه وذلك ينقص من كمال معنى الرحمة.
كمال الرحمة ان يكون النظر الى المحتاج لاجله.. لا لأجل الاستراحة من الم الرقة.. لا يرحم هذه الرحمة السابغة غير الله.
(قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن اياما تدعو فله الاسماء الحسنى)

الرحمن الرحيم
هو الرحيم..
وهو الرحمن..
الرحمن معنى ابعد من الرحيم.. معنى يتجاوز حياة العباد معنى يتعلق بسعادة الدار الاخرة..
الرحمن هو العطوف على العباد بالايجاد أولا.. والهداية الى الايمان ثانيا.. والاسعاد في الآخرة ثالثاً.. والانعام بالنظر الى وجهه الكريم رابعاً.

روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ان الله لما خلق الخلق كتب فوق عرشه 
"ان رحمتي تسبق غضبي".
اذن لا يكاد الانسان يبدأ احتراقه في ندم التوبة.. لا يكاد الانسان يبدأ سيره في طريق الاخلاص لله.. حتى ينطبق عليه قوله تعالى: 
(الا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً, فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات, وكان الله غفوراً رحيما) سورة الفرقان.
يقول العلماء ان هذه هي "ارجى" آية من آيات الرحمة في القرآن, فان الله عز وجل شأنه قد وعد التائب المصلح ان يبدل سيئاته القديمة حسنات وليس بعد هذه الرحمة مقام.
سئل احد العارفين عن الطريق الى رحمة الله فقال:
توحيد الله.
وقرأ قوله تعالى:  
(ان الله لا يغفر ان يشرك به, ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)

الله فى العقيدة الاسلامية
( أحمد بهجت )

الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

رحمة الله (1)

الصحابة كانوا تجار نوايا .. يعنى إذا هم أحدهم بفعل إي شيء كان يعدد النوايا ويستحضرها في نفسه حتى يأخذ أكثر من أجر على العمل

تعالوا احنا كمان نعمل كده ، يعنى مثلا قبل ما نقرأ الموضوع ده ناخد نية بل مجموعة نوايا

(رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية )
يعنى مثلا تبقى نيتى ( أعرف ربى أكتر علشان أحبه أكتر ، أفهم دينى أكتر ولما أعرف وأفهم أكتر أحمد ربنا على نعمة الاسلام ، نستفيد من الفيس

ونعيش رمضان بشكل مختلف يقربنا من ربنا ، نستفيد بمعلومات جديدة ونزود ثقافتنا الدينية ونفيد غيرنا ونبقى مجتمعين على طاعة ذكر الله ، ان ربنا يكتبلنا بكل حرف بنقرأه حسنة ويرفع عننا سيئة ، ان ربنا يذكرنا عنده ويباهى بينا الملائكة ، ........ الخ )

قبل ما تقرأ اسال نفسك واكتبلنا انت نيتك ايه ؟


رحمة الله (1)

بحار الرحمة الالهية بلا ساحل.. ليس لها ابتداء وليس لها انتهاء.. هي بحار بلا قاع ولا قرار ولا شاطئ..
لا يأخذ منها الخلق الا بمقدار ما يأخذ الطفل من مياه المحيط في حفرة حفرها الى جوار الشاطئ.

تأمل صور الرحمة الانسانية على الارض :
رحمة الاباء بالابناء, ورحمة العاشقين بمن يحبون ورحمة الاخلاء بالاصدقاء, ورحمة الانسان بالحيوان, ورحمة الحيوان بالحيوان.
تأمل هذا كله خلال تعاقب الايام والعصور وتعاقب القرون والدهور, تصوره منذ خلق الله الارض الى ان يرث الارض.
هذه الرحمة الهائلة كلها جزء من مئة جزء خلقه الله, واحتفظ لنفسه بتسعة وتسعين جزءاً وانزل في الارض جزءاً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جعل الله الرحمة مئة جزء فأنزل في الارض جزءا واحدا, فمن هذا الجزء تتراحم الخلائق, حتى لترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه)

لا حدود لرحمة الله عز وجل.
ومن الخطأ ان تقاس عليها الرحمة البشرية او تقارن بها.
ر حمة الانسان سجينة في حدود طاقته المحدودة, وهي مقيدة على قدر عطائه الذي ينفذ, وهي لا تسع الا قدر ما يسعه احتمال عقله وعطاء قلبه, وهي مثل الاناء ان امتلأ فاض ولم يعد يقبل المزيد.
وما اسرع ملل الرحمة الانسانية.
اما الرحمة عند الله فأفق اعلى من ان يستشرف وعمق بلاقاع, وهو سبحانه الذي وسع كل شيء رحمة وعلما.
يصلي له الملائكة بقولهم: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما, فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم)
ويقول عز وجل في صفة رحمته: (ورحمتي وسعت كل شيء )

عن رحمة الله تعالى بالانسان طوال خطوات حياته.. 
يقول المحاسبي في كتابه "الرعاية لحقوق الله":

تعرف الله إليك قبل أن تولد فعرفته, وتجلى بنعمه عليك فشهدته, وألهمك الإقرار بربوبيته فوحدته, ثم إنه جعلك نطفة مستودعة في الأصلاب, فتولاك بتدبيره هناك حافظا لك ومحافظا عليك, موصلا لك المدد بلطفه وكرمه من الآباء الى أبيهم آدم, ثم قذفك في رحم الأم فتولاك برحمة التدبير, وجعل الرحم لك أرضا يكون فيها نباتك, ومستودعا تنشأ فيه حياتك, ثم جمع بين النطفتين وألف بينهما, فكنت ترجمة لسر الازدواج الذي انبنى عليه الوجود كله, ثم جعلك بعد النطفة علقة مهيأة لما يريد سبحانه أن ينقله إليك, ثم بعد العلقة مضغة, ثم فتق سبحانه في المضغة صورتك وأقام فيها بنيتك, ثم نفخ فيك الروح بعد ذلك, ثم غذاك بدم الأم في رحم الأم, فأجرى عليك رزقه من قبل أن يخرجك الى الوجود, ثم أبقاك في رحم الأم شهورا حتى قويت أعضاؤك, واشتدت أركانك ليهيئك الى البروز الى ما قسم لك أو عليك وليبرزك الى دار, يتعرف فيها بفضله وعدله ورحمته إليك, ثم أنزلك الى الأرض, فعلم سبحانه أنك لا تستطيع تناول الطعام الخشن, وليس لك أسنان تستعين بها على ما تأكله, فأجرى الثديين بالغذاء اللطيف. ووكل بهما منبع الرحمة التي في قلب الأم, فكلما وقف اللبن عن البروز استحثته الرحمة, التي جعلها لك في الأم منبعا لا يفتر, ثم إنه شغل الأم والأب, بتحصيل مصالحك والرأفة عليك والرحمة لك والمودة.. وما هذا كله إلا رحمته -هو- ساقها للعباد في مظاهر الآباء والأمهات تعريفا بالوداد, وفي حقيقة الأمر ما كفلتك إلا ربوبيته ولا حضنتك إلا ألوهيته, ثم إنه ألزم الأب القيام بك الى أن تبلغ, وأوجب عليه ذلك رأفة منه بك, ثم رفع التكليف عنك الى أن يكتمل فهمك, ثم إنه مضى يتعرف إليك برحمته, الى أن صرت كهلا لم يقطع عنك نوالا ولا فضلا, ثم إذا انتهيت الى الشيخوخة, ثم إذا أقامك بين يديه ثم إذا سلمك من عقابه, ثم إذا أدخلك دار ثوابه ثم إذا كشف عنك وجود حجابه, وأجلسك مجالس أوليائه وأحبابه.


قل لي: 
لأي احسانه تشكر.. ولأي اياديه تذكر، وانت لم تخرج عن احسانه ولم تدعك رحمته وفضله وامتنانه.
أتسأل عن احسانه وجحودك ؟
أتسأل عن اكرامه وذنوبك ؟
اتسأل عن لطفه وخطيئتك ؟
لا تيأس من رحمة الله..


الله فى العقيدة الاسلامية
( أحمد بهجت )

أحدية الله


على عهد رسول الله صل الله عليه وسلم نظر المشركون إلى أمر الألوهية بعقولهم البشرية القاصرة، وقاسوا وجودها المطلق على وجود الإنسان المحدود .. وتوهموا أن لله نسبا كما للإنسان نسبا ..

فعن أبي كعب أن المشركين قالوا للنبي صل الله عليه وسلم :
انسب لنا ربك..
فنزلت سورة الإخلاص ..
السورة من أقصر سور القران..
عدد آياتها أربع.. وعدد كلماتها 15.. ورغم أن القران كله لا يضم سورة أقصر منها غير

سورة الكوتر.. رغم هذا كله قالصل الله عليه وسلم
إن هذه السورة تعدل ثلث القران.. وسر ذلك يسير..

إن سورة الإخلاص تضع قواعد التوحيد الأساسية بآياتها الأربع، وتبين أصول التصور الإسلامي في حق الله عز وجل، وتنزهه عن مشابهة خلقه، وتبين تعاليه عن القوانين الحاكمة لهؤلاء الخلق..

تبدأ السورة بكلمة من حرفين
” قل”
هذا أمر موجه من رب العالمين إلى رسوله صل الله عليه وسلم
ومن بعد الرسول يستمر الأمر بعدها إلى كل إنسان.. قل لمن سألك أن تنسب ربك
” قل هو الله أحد. الله الصمد.لم يلد ولم يولد.ولم يكن له كفوا أحد”

قل هو الله أحد

ينفرد الله سبحانه وتعالى بأحديته في الوجود والحكم انفرادا لا مثيل له في انفراد أحد بالوجود والحكم..
هو الموجود الأحد.. هو الخالق الأحد، وهو المالك الأحد، وهو المدبّر الأحد.. الأحد بمعنى الواحد والأول، لا ثان معه سبحانه، ولا معقب على حكمه سبحانه، ولا شريك له في ملكه، ولا مثيل له في تدبيره وانفراده، ولا كفؤ له في جلاله وبهائه، ولا نظير لكبريائه و تعاليه..

قل هو الله أحد..
هذه هي الكلّية في توحيد الله. لم تقل الآية الكريمة أن الله واحد..
أشارت إلى انه واحد وتجاوزت ذلك إلى تخصيصه بأنه الأحد.

والواحد هو الذي لم يزل قبل الخلائق متوحدا بالأزل، لا ثان معه ولا خلق..
ثم أبدع الخلق فكان الخلق ثانيا، وخلق الخلق كله، محتاجا بعضه إلى بعض، ممسكا بعضه بعضا..
واستغنى عز وجل عن الخلائق فلم يحتج إلى شيء،إنما هو السابق الأول الذي كان قبل كل شيء.
والواحد من العدد في الحساب ليس قبله شيء ؛
والأحد أكمل من الواحد
لو قلت: فلان لا يقوم له واحد، جاز في المعنى أن يقوم له اثنان أو ثلاثة أو أكثر..
وإذا قلت: فلان لا يقوم له أحد، فقد قطعت أنه لا يقوم له أي عدد مهما زاد، فصار الأحد أكمل من الواحد.

والأحد تمنع من الدخول في الحساب كالضرب والطرح والقسمة و الجمع وغير ذلك،أما الواحد فداخل في الحساب منقاد للعدد

الله الصمد..

الصمد صفة من صفاته عز وجل..وهي تعني السيد الذي لا سيد معه، وهي تعني السيد المتناهي في السيادة، وهي تعني صاحب السؤدد، وهي تعني السيد المقصود في حوائج الخلق..وهي تعني السيد المطلق الذي بيده ملكوت العطاء كله..
والفرق بين سيادة الخلائق وسؤدد الله عز وجل أن الخلائق تعطي مما أعطاها الله، وينفد عطاِؤها عند حد معين،
أما الصمد سبحانه وتعالى فيعطي من خزائن العطاء التي لا تنضب.
ورد في الحديث القدسي قوله تعالى:
” يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم، قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي شيئا”.

لم يلد ولم يولد

تعالى على أن يلد.. وتعالى على أن يولد.. لأنه ما من شيء يولد إلا وسيموت.. والله تبارك تعالى على هذا كله..
يقول الله تعالى للإنسان إنك تولد وتلد.. وتموت وتورث.. وكل شيء في الكون يخضع لدورة الميلاد و النمو والانحلال والموت.. وهذا كله جائز في حق بشر والخلائق..
أما خالق البشر والخلائق فلم يلد ولم يولد.. وجود الله قديم قديم.. يمتد في الأزل من قبل أن يخلق الأزل.. يمتد في الزمان من قبل أن يخلق الزمان.. يهيمن على المكان من قبل أن يخلق المكان..لا وجود قبله سبحانه غيره سبحانه.
كان الله قبل أن يوجد القبل والبعد والزمان والكون.. هو الأول.. وهو الآخر.. خرج الوجود بكلمة منه سبحانه.. وسيذوب الوجود بكلمة منه سبحانه.. ثم يعيد بعث الوجود بكلمة منه سبحانه..

أحيانا يفكر العقل الإنساني في هذا الأزل الغامض الذي كان قبل أن يوجد الكون.. أحيانا يفكر العقل بالدهشة في الله قبل خلقه للكون : كيف كان سبحانه.. ماذا كان يدبر سبحانه.. ؟
لن يعود العقل من سياحته بغير مزيد من التحير والدهشة..لا جواب على هذه الأسئلة ولا أمثالها..

ولم يكن له كفوا أحد

بعد أن تحدثت السورة عن أحديته وصمديته وتعاليه على قوانين البشر الذين يلدون ويولدون..
توجت السورة هذا كله بالقاعدة الأم من قواعد التوحيد..
” ولم يكن له كفوا أحد”..
تنفي الآية عن الله وجود كفء له.. لا أحد كفؤ له.. لا أحد.. مثلما بدأت الجملة الأولى تقول: “هو الله أحد”.. انتهت الجملة الأخيرة بقولها: “ولم يكن له كفوا احد”..

( ليس كمثله شيء وهو السميع العليم )

سبحانه وتعالى على الشبيه أو النظير أو المعادل..
سبحانه وتعالى على كل شيء..
الوجود كله بملائكته ونجومه وأكوانه وأراضيه وسماواته عبد..
كل شيء في الوجود عبد.. سر شرفه كامن في ذل عبوديته..

الله فى العقيدة الاسلامية
( أحمد بهجت )

الاثنين، 6 أغسطس 2012

القدر والقدر ( 6)


إن الإيمان بالله يشبه جبلا يصعده المرء.. وقمة الإيمان هو الإسلام كما كانه سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم..
و لقد كان النبي صلى الله عليه و سلم مع الله بلا إرادة.. بتحديد أكثر.. كانت إرادته هي إرادة الله.. وكان إذا رمى كشف له الله عن حقيقة ماحدث (ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى) سورة الأنفال من الآية 17.
اختار سيد الخلق أن تذوب إرادته في مشيئة الله.. وصار يتحرك بالله ، وي

سكن في الله ، ويحب
في الله ، ويكره في الله.. "بمعنى يكره ماأراد الله كراهيته".. صار الله هو السبب وراء كل مايفعل أو يدع.. صار عبدا ربانيا يكمن شرفه العظيم في قول الله عنه : (سبحان الذي أسرى بعبده) سورة الإسراء من الآية 1.
لم يقل ربنا سبحان الذي أسرى برسوله ، أو أسرى بنبيه.. لم يستخدم الحق عز وجل صفة النبوة ولا صفة الرسالة ، إنما ذكر أعلى الصفات و أشرفها... صفة العبودية..
في هذه الصفة يقف الحب على عرشه ويتحكم في نبضات القلوب وأحلام العقل وحركة الجوارح..
لو نظرنا في قصص الأنبياء فسوف نرى أنهم كانوا جميعا مسيرين.. اختاروا أن يكونوا مجبرين.. وهذا الجبر هو عين الحرية لأن الحرية الحقيقية تعني الخروج من كل سلطان غير سلطان الله.
وهذه هي العبودية الحقيقية لله..

إن ابراهيم عليه السلام كان يحب ولده اسماعيل فقد رزقه على كبر ، وكان الابن كريما ومن الصالحين ، ورغم ذلك فقد ارقده يوما على الأرض ورفع يده بالسكين وهم أن يهبط بها على عنقه.
لقد رأى في المنام أنه يذبحه.. ورؤيا الأنبياء أمر من الله.. وأمر الله حق..
ولقد كانت رؤيا ابراهيم امتحانا شديدا وبلاء عظيما. تأمل تعبير النص القرآني : (إن هذا لهو البلاء المبين) سورة الصافات آية 106.
كان الله تبارك وتعالى يخرج كل حب غير حبه من قلب ابراهيم.
كان يمتحن عبده ويعلمه الدرس النهائي والقيمة العليا في حياة الإنسان.. كان يعلمه حب الله عز وجل.. وحين أخرج ابراهيم كل ماسوى الله من قلبه..
حين أخرج ابنه من قلبه..
حين استسلم للقضاء والقدر وأطاع المشيئة الالهية..
عندها وقعت المعجزة وتغير القضاء والقدر بأمر الله وعلمه السابق ورحمته العليا..
(وفديناه بذبح عظيم) سورة الصافات آية 107.
يفهم من هذا أن ابراهيم كان مع الله بلا إرادة.. كان مجبرا باختياره..
كانت إرادة الله هي إرادته..
ولهذا استحق أن يقول الله عنه في كتابه الكريم :
(واتخذ الله ابراهيم خليلا) سورة النساء آية 125.
قال العلماء أن الخلة هي شدة المحبة..
و إذن.. فقد اتخذ الله ابراهيم حبيبا.. وكان ذلك حين أخرج ابراهيم من قلبه السوى.. والغير..
كل ماسوى الله أو غيره..
كان هذا موقف ابراهيم.. اختار الجبر.. فكرمه اختياره..

وعلى النقيض كان موقف يونس.. اختار يوما بغير رجوع إلى الله ، خرج يوما من الجبر باختياره..
(وذا النون إذ ذهب مغاضبا) سورة الأنبياء الآية87.
لم يستسلم للبقاء مع قومه وخرج غاضبا عليهم وقرر هجرهم..
كان يونس يستخدم حريته وإرادته ساعتئذ.. نسي أنه نبي وليس له أن يختار..
ومثلما كان ثواب ابراهيم جليلا كان عقاب يونس رهيبا..
عوقب على خروجه من الجبر بسجنه في جوف الحوت.. وجرى الحوت في جوف البحر ، وأطبقت ظلمات ثلاث.. ظلمة الليل والندم ، وظلمة قاع البحر ، وظلمة جوف الحوت..
ولولا تسبيحه ماانفتحت أبواب سجنه.. (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) سورة الأنبياء من الآية 87.
وخرج يونس من سجن الاختيار وعاد إلى طلاقة الإرادة الإلهية..
ومثل بقية الأنبياء يختار الشهداء والأولياء الجبر..

يقول محمد إقبال "أن جبر خالد بن الوليد أحدث انقلابا في العالم.. أما الجبر بالنسبة لنا فقد اقتلعنا من جذورنا"
هذا البيت الشعري يمثل المستوى الرفيع في فهم قضية القضاء والقدر..
لقد فهم خالد بن الوليد القضاء والقدر فهما عميقا تأسى فيه بالأنبياء.
ولهذا أحدث انقلابا في العالم.. لقد صار خالد سيفا من سيوف الله في الأرض.. اختار أن يصير أداة في يد القدرة ، ومجاهدا في الله ، اختار أن يقاتل أعظم القتال في سبيل العقيدة ، وآذى مشاعره وهو يموت على فراشه كما يموت البعير..
وكانت إشارته للجروح في جسده إشارة جليلة إلى جرح روحه لأنه وهو سيف الله.. لم يلق نحبه في معركة..
كان خالد بن الوليد حرا تمام الحرية..
كان خالد حرا إلى الحد الذي فنيت فيه حريته في إرادة الخالق ومشيئته ، ولهذا كان جبر خالد بن الوليد هو جبر الأقوياء..
جبر رجل يعرف أن الله هو (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) سورة الملك آية2.
جبر رجل أحب الله قبل أن يحب الحياة..
رجل أحب الموت فوهبت له الحياة..
.....................
.....................
أما جبرنا نحن ..
أما نظرتنا المعاصرة للقضاء والقدر فقد اقتلعتنا من جذورنا.
جبر المسلمين اليوم استسلام للحياة لا استسلام لله..
استسلام لحب الحياة لا لحب الله.
وعلى عكس أيام خالد بن الوليد.. تركنا القتال خوفا من الموت.. فعرفنا الموت ونحن أحياء.. وبدلا من أن تصير الأمة الإسلامية سيفا من سيوف الله في الأرض.. صارت تضع أخطاءها على القدر وتحمله تبعة ماهي فيه من مأساة..
وعاد السؤال القديم يبرز من جديد..
هل نحن أحرار أم مجبرون؟
إن إجابة السؤال تدخل بنا مياه البحار الغريقة للسياسة..
نحن مجبرون للهوى وللأنظمة الداخلية والتقاليد الجاهلية والفلسفات الخارجية ، نحن مجبرون لقوى بشرية لاتؤمن بالله ولسنا مجبرين لله..
ولهذا لم نعرف بعد الحرية..
إن المفهوم الحقيقي لعقيدة القضاء و القدر في الإسلام ، يجعل هدف المسلم أن يوظف حريته لتصير عبودية لله.. عندئذ فقط يستطيع أن يحصل على حريته الحقيقية.. وعندئذ يستطيع أن يصير صفحات مضيئة في كتاب القضاء و القدر.. بدلا من هذه الصفحات السوداء التي نكتبها ونقول :
"كتبت علينا منذ الأزل"..
بينما القلم في أيدينا.. و المداد لم يجف بعد

الله فى العقيدة الاسلامية
( أحمد بهجت )

الأحد، 5 أغسطس 2012

القضاء والقدر (5 )


نوار العقل وحدها لاتستطيع اكتناه سر القضاء و القدر..
نحتاج هنا إلى أنوار من لون آخر.. أنوار ليست مادية..
إن القضاء و القدر يصدران من الله.. كما يتصلان بالانسان..
ماصدر من الله تعالى لاتصلح أنوار العقل وحدها لاكتشافه.
أما الجزء المتصل بالانسان فللعقل أن يعمل فيه و يكتشف ويحاول الفهم..
وغاية العقل أن يفهم و يعرف..
وليس الفهم وحده هو المطلوب من المسلم.. كما أن المعرفة العقلية ليس

ت بمفردها هي الغرض النهائي لوجود المسلم..
ثمة آفاق وراء آفاق الفهم والمعرفة..
ثمة مستويات أخرى تعلو على الفهم المجرد أو المعرفة العقلية..
نتحدث عن الحب..
بغير الحب يصعب علينا تفسير القضاء و القدر..
وبغير الحب يصير القضاء والقدر لغزا لاأمل في حله
ان العقل يمكن أن يتساءل أسئلة محيرة.. وهذه مهمة العقل و وظيفته..
غير أن العقل وحده.. بأنواره المحدودة.. لايصلح لغير الحياة على الأرض، وتقدمه في مجال يتصل بحكمة الله تعالى –كالقضاء والقدر- لايؤدي إلى نتيجة نهائية.. إنما يصلح العقل لاستكشاف الطريق، أو يصلح لتصويب الاتجاه في البداية..
يقول جلال الدين الرومي :
"إن العقل في بداية الأمر يكون أستاذا للمرء.. ولكنه بعد ذلك يصبح تلميذا له"
ومتى أصبح العقل تلميذا تقدم الحب و جلس على عرشه..
وإذا كان شأن العقل أن يبحث ويسأل ويتطلع ولايتوقف عن الأسئلة.. فإن شأن الحب هو الطاعة العذبة و الاستسلام المحض..
أو فلنقل أن شأن الحب هو اختيار إرادة المحبوب..

بدلا من أن نسأل "هل الإنسان مسير أم مخير ؟ "
تتحول القضية إلى سؤال آخر "كيف يصير الإنسان بلا إرادة أمام إرادة الله؟"
كيف يختار الإنسان أن يكون مجبورا مثل ريشة تلعب بها مياه البحر؟؟
كيف يتحول الإنسان فيصير هو البحر و الريشة و الرياح و التيار و الموج و الشاطئ؟؟
إن هناك مستويات للنظر إلى عقيدة القضاء و القدر في الإسلام..
أولها أن يعلم الإنسان أنه حر و مسئول أمام الله.. وأن يعلم أن حريته تخضع لمشيئة الله المطلقة النافذة..
إن شاء سمح بالتقوى.. وإن شاء يسر الطريق للغواية.

لايسال لماذا شاء لموسى أن يكون موسى ، ولايسأل لماذا شاء لفرعون أن يصير فرعون.. لايسأل لماذا اختار محمدا رحمة للعالمين ، وترك أبا لهب نقمة على عصره.. لايسأل لماذا هدى إنسانا و أضل آخر. لايسأل عن شيء مما يفعل ، لأنه خالق الأشياء وصاحبها ومالكها والمتصرف فيها.. وهو قد أصدر أوامره الواحدة لموسى وفرعون ومحمد عليه الصلاة والسلام وأبي لهب.. أطاع موسى و عصى فرعون ، و ارتفع رسول الله و هبط أبو لهب.. و قبل هذا كله أخطأ آدم و أخطأ إبليس.. وتاب آدم و احتج إبليس بالقضاء و القدر..
(قال أنا خير منه..)
كانت كلمته كبرياء بحتا ، و عصيانا لأمر الله.. ايضا كان في كلماته ما يؤكد أنه يحتج على القضاء و القدر.
(قال فبما أغويتني..) أنه يسند الغواية إلى الله عز و جل ، ويحمل تبعة أخطائه على الخالق ، و هذا سوء أدب مع الله.. و إصرار على تحدي الخالق..
يختلف هذا الموقف عن موقف آدم.. فقد اعترف بظلمه وسأل المغفرة وتوسل إلى الرحمة.. (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين)

ولهذا قال العارفون بالله "اثنان أذنبا ذنبا ، إبليس و آدم ، أما آدم فتاب ، فتاب الله عليه و اختاره و هداه ، و أما إبليس فأصر و احتج بالقدر ، فمن تاب من ذنبه كان يشبه أباه آدم ، و من أصر واحتج بالقدر صار يشبه إبليس.."
حرية الإنسان موجودة وقائمة ولكنها تتحرك داخل إطار المشيئة الإلهية.
قال تعالى : 
(لمن شاء منكم أن يستقيم ، وماتشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين)
مشيئة الإنسان متوفرة و موجودة ومشيئة الله مهيمنة و حاكمة و محيطة..
هذا أول مستوى في النظر إلى القضاء و القدر..
وثمة مستوى آخر.. هو مستوى الحب.. مستوى اختيار الجبر

الله فى العقيدة الاسلامية
( أحمد بهجت )



القضاء والقدر (4 )

السبت، 4 أغسطس 2012

القضاء والقدر (3)


الانسان مخير أم مسير ؟


هذا السؤال لا يمكن الاجابة عنه نظريا .. ان الانسان ليس مخلوقا بهذه البساطة
بل هو مخلوق شديد التركيب والتعقيد والاعجاز .. ويتعرض لمواقف متعددة فى الحياة ، ويتعرض لتغير مستمر فى الحياة ، ولهذه المواقف التى يتعرض لها مستويات فى الشعور والفهم .. وللتغيير أيضا مستوياته .. أى هذه الواقف تريد أن نحدثك عن حرية الانسان فيها أو كونه مسيرا ؟

هناك معيار عام لهذه المسألة كلها ..


الانسان مخير فيما يحاسبه الله عليه ، وهو مسير فيما لا يحاسبه الله عليه
قال النبى ( آمنت بالله خيره وشره وحلوه ومره )
من دعاء النبى
( وقنى شر ما قضيت )
لا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا فى ترك أوامره واجتناب نواهيه ، بل يجب أن نؤمن ونعلم أن الله ألزمنا الحجة بانزال الكتب وبعث الرسل
(لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )
الله سبحانه ما أمر ونهى الا المستطيع للفعل والترك ، وأنه لم يجبر أحدا على معصيته ، ولا اضطره الى ترك طاعته
( لا يكلف نفي الا وسعها ) (فأتقوا الله ما استطعتم )
( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم )
فدل على أن للعبد فعلا وكسبا يجزى على حسنه بالثواب ، وعلى سيئه بالعقاب .. وهذا كل واقع بقضاء الله وقدره

لم يستمر هذا الفهم النقى طويلا فى حياة المسلمين
ارتد الناس الى الايمان بأنهم مسيرون كالدمى فى مسرح العرائس ، ثم نشأت فكرة مناقضة .. تدعو الى اعتبار الانسان حرا كالإله .. خالقا مثله

فبعد أن كانت قضية القضاء والقدر عند المسلمين فى عصر النبى شجاعة قلبية كبرى ، واستشهادا فى سبيل الله ونشر الاسلام .. صارت مدعاة لتخاذل المسلمين أمام أعدائهم ، وزيادة بأسهم بينهم .. وعدم تحركهم لاحراز أى تقدم
واتهمت الحضارة الاسلامية بأنها حضارة قديمة .. لا مجال فيها لارادة الانسان ولا معنى لحريته
والتهمة باطلة اذا نظرنا الى أصل عقيدة القضاء والقدر فى الاسلام
وهى صحيحة اذا نظرنا لحال المسلمين السيئة

هل الانسان مخير أم مسير ؟
هل الانسان معدة أم قلب ؟
هل صنعت الطائرة من الحديد أم من النحاس ؟
ان منطق الأسئلة الثلاثة متشابه
منطق التبسيط الجائر
ليس الانسان معدة فحسب ، ولا قلبا فحسب ، ولا عقلا مجردا ، ولا جسدا دون روح ، ولا روحا دون جسد ، انما الانسان تركيب رائع التعقيد ، والعلاقات بين القلب والرئتين والعقل والروح وخلايا الجسد ونخاع العظام .. هذه العلاقات موضوع أكثر من علم كعلوم الطب والكيمياء الحيوية وعلم النفس والاجتماع
من الخطأ اذن أن نسال :
هل الانسان روح أم جسد .. هل هو قلب أم عقل ؟
لأنه خطأ لأنه ممعن فى السذاجة
وهو يشبه سؤال طفل لوالده : هل صنعت هذه الطائرة من الحديد أم النحاس ؟
لو قال الأب للطفل : ليست الطائرة مصنوعة من الحديد ولا من النحاس .. انها صنعت من السبائك ، وهو خلطة من معادن كثيرة يدخل فيها الحديد والنحاس والألومنيوم .. لوقال الب هذا لطفله وغضب الطفل لأن الجواب لم يأت بسيطا كالسؤال .. فليس هذا ذنب الاجابة
الذنب هو ذنب الطفولة
ذنب سذاجة الطفولة !

يقول الدكتور دراز : ( أن الانسان مخير معا ولكنه يقوم بهذي الدورين فى ميدانين مختلفين )
الانسان يجمع بين وصفين متناقضين فى علاقته بالكون :
انه سيد ومسود ، وحاكم ومحكوم ، ولكن فى ميدانين مختلفين
فهو فى عالم المادة والأحياء وعلم النفس لا يخرج عن أن يكون جزء من العمارة الكونية ، خاضعا لنواميسها وقوانينها
يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا, لا تنفذون إلا بسلطان

وللانسان ميدانا أعلى يملك فيه حريته ، ويبرز فيه سلطاته ، وتقرر فيه مسئوليته ، حيث تسلس له الطبيعة قيادها ، وتملكه زمامها ، وتمهد له سبلها المختلفة ينتقى منها وينتخب

الله فى العقيدة الاسلامية
(أحمد بهجت )

القضاء والقدر (2)


كانت فكر النبى والصحابة عن القضاء والقدر أن الله كتب كتاب الخلق قبل خلقه ورغم ذلك لم يتوقف أحدهم ليسأل :
اذا كان الله يعلم ما سأفعل .. فأين حريتى كانسان فيما أفعله ؟
هل الانسان مسير أم مخير .. هل حر أم مسلوب الارادة ؟
كانوا أحكم من ذلك وأرسخ فى دين الله ..
فهموا أن القضاء والقدر لا ينافى حرية الانسان ..
وأدركوا أن حرية الانسان لا تقف أمام طلاقة المشيئة الالهية ..
كان الانسجام ب

ينهم وبين الكون شيئا يثير الدهشة ..

قبل معركة القادسية ، بعث رستم قائد الجيش الفارسى الى سعد بن أبى وقاص رسولا يقول له ( ان رستم يقول لكم أرسلوا الينا رجلا نكلمه ويكلمنا )
فبعث قائد المسلمين ( سعد ربعى بن عامر )
ولما سأله رستم عن سبب مجيء المسلمين إلى الفرس
فقال لهم ( سعد ربعى بن عامر ) أن الله ابتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، أرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله
قال قائد الجيش الفارسى : وما موعود الله ؟
قال : الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر لمن بقي

قال
( ان الله ابتعثنا ) فهو عبد مسير وليس له دخل فى ابتعاث الله له وخلقه اياه
وهو جندى حر ، مخير فى مجيئه الى هنا ، اختار بارادته أن يقاتل دفاعا عن عقيدة التوحيد .. غير أنه ينسب اختياره هنا الى الله تأدبا فيقول (والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ) هذ الجملة خير تفسير علمى لمعنى القضاء والقدر
ان الجندى المسلم ينسب الخير الى الله ، فاذا فعل شرا نسبه الى نفسه

يروى عن الرسول أن رجلا سأله : متى يرحم الله عباده ؟
قال : ما لم يعملوا المعاصى ثم يقولوا انها من الله
وسأله بعض الصحابة يوما : فلأى شىء نعمل ، وقد فرغ الأمر ؟!
قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له
بمعنى أن ما كتب على الانسان وعلم من أمره لا يخرجه عن أنه حر ميسر له سلوك الطريق الذى يريد ويختار

الله فى العقيدة الاسلامية
( أحمد بهجت )

الجمعة، 3 أغسطس 2012

القضاء والقدر (1)