هل الانسان مخير أم مسير ؟
هذا السؤال الذى نردده اليوم ردده الأجداد قديما واختلفوا حوله
, وانقسموا الى
القائلون بالجبر ..
والقائلون بالاختيار
قال القائلون بالجبر ان الانسان فى عمله الارادى ﻛﺄﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ أمام الرياح
وقال القائلون بالاختيار ان الانسان حر وخالق لأفعاله
ورسم الجبريون للعالم صورة غريبة ، صورة يؤدى فيها البشر أدوار فرضت عليهم ولا خيار لهم فيها كأدوار ال
ممثلين . وعلى مستوى التصوف شاعت بين الصوفيين نظرة تسوى بين أدم وابليس ، وبين موسى وفرعون
فكل واحد من هؤلاء كان يمثل دورا رسمته له الأقدار من قديم الأزل ، ولا حيلة له فيها
فثار المخيرون وقالوا ان الشر من عمل الانسان لا من قضاء الله ولا من فعله
رد عليهم الجبريون : وهل يريد الله الشر
قالوا : لا
فسألوا : هل يقع فى ملك الله ما لا يريده ؟
رد المخيرون أن الانسان حر تمام الحرية ، وتغالوا فى حريته .. فهو وحده خالق أفعاله ، وهو وحده المهيمن عليها والمتصرف فيها ولو فعل شرا فيجب عليه أن يدخل النار
وهكذا استمرت الحرب والجدال لا يهدأ الا لالتقاط الأنفاس من أجل جولة جديدة
كانت قضيية الاختلاف فى وجهة النظر .. لا اختلافا على الأصل الثابت ، وزاد طول الحرب بسبب كفاءة أسلحة الفريقين وكان معظمها آيات من القرآن
كان الجبريون يستشهدون بقوله تعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )
والاختياريون ( وقل اعملو فسيرى الله عملكم )
والأمر المحير أن هذا الخلاف لم يدرك أن القضاء والقدر جزء من عقيدتنا الاسلامية ..
والعقيدة الاسلامية – كعقيدة يطبقها البشر – محكومة بقوانين النسبية وقوانين اختلاف مستويات النظر
ان قوله تعالى (وقل اعملو ) لا يتعارض مع قوله تعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )
ان قانون المستويات ينطبق هنا ..
من مستوى العمل المادى والخلافة فى الأرض ينبغى النظر الى الأمر بالعمل
ومن مستوى الايمان والتسليم بالقضاء والقدر ينبغى النظر الى ربط المشيئة الانسانية بطلاقة المشيئة الالهية .. فلا ينجح عمل لا يباركه الله بتوفيقه
هنالك تصير فكرة القضاء والقدر شاهدا على جلال الله وقهره وبلسما للجراح .. بقوله تعالى
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ( 22 ) لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم
ان التسليم هنا هو الشكل العلمى بالقضاء والقدر
وهو حكمة كبرى لأن الجزع لا يرد الخسائر .. والله وراث كل شىء ، وهو يبتلى الناس لاختبارهم ومعرفة معادنهم .. والله يعرف قبل أن يختبر الناس ، ولكنه يريد من الناس أن يعرفوا أنفسهم
أيام الرسول ( صل الله عليه وسلم )
آمنوا بالقضاء والقدر كاطار عام تتحرك داخله حرية الانسان وقدرته على الحركه .. وأبسط دليل على ذلك ما استطاعوا تحقيقه فى ثلاثة وعشرين عاما
كان واضحا في اذهانهم أن علم الله السابق هو نور يكشف ما سيحدث, وليس قوة تقهر علي الحدوث.
كانوا يدركون المعيار العام للمسألة كلها.. الإنسان مخير فيما يحاسبه الله عليه, وهو مسير فيما لا يحاسبه عليه..
قال الرسول صلي الله عليه وسلم: إذا ذكر القضاء فأمسكوا, والقدر سر الله فلا تفتشوا عنه وهو بحر لاتغرقوا فيه
يقصد الرسول معنى خطيرا بقوله ..
ان للقضاء والقدر بناء فوقيا يتصل بارادة الله ومشيئته وعلمه
وان للقضاء والقدر بناء تحتيا يتصل بفعل الإنسان وكسبه وحركته
البناء الفوقى بالنسبة الينا مجهول .. لا نملك الخوض فيه بوسائلنا البشرية ولا بعقولنا .. ليست لدينا أدوات البحث فى هذه المنطقة ..
أما بالنسبة للبناء التحتى فنحن نملك التصور القائم على المنطق .. ونملك أن نقوم بسياحتنا فى التاريخ لنقرأ سطوره
فقبل الاسلام كان العرب جبرية يقولون بالجبر .. ثم جاء الاسلام فغير هذا الموقف .. وقرر الحرية والاختيار للانسان
روى عن الحسن البصرى أنه قال :
ان الله بعث محمد الى العرب وهم قدرية مجبرة ، يحملون ذنوب على الله ، ويقولون ان الله سبحانه قد شاء ما نحن فيه ، وحملنا عليه ، وأمرنا به ، فقا عز وجل :
وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون
الله فى العقيدة الاسلامية
( أحمد بهجت )
فكل واحد من هؤلاء كان يمثل دورا رسمته له الأقدار من قديم الأزل ، ولا حيلة له فيها
فثار المخيرون وقالوا ان الشر من عمل الانسان لا من قضاء الله ولا من فعله
رد عليهم الجبريون : وهل يريد الله الشر
قالوا : لا
فسألوا : هل يقع فى ملك الله ما لا يريده ؟
رد المخيرون أن الانسان حر تمام الحرية ، وتغالوا فى حريته .. فهو وحده خالق أفعاله ، وهو وحده المهيمن عليها والمتصرف فيها ولو فعل شرا فيجب عليه أن يدخل النار
وهكذا استمرت الحرب والجدال لا يهدأ الا لالتقاط الأنفاس من أجل جولة جديدة
كانت قضيية الاختلاف فى وجهة النظر .. لا اختلافا على الأصل الثابت ، وزاد طول الحرب بسبب كفاءة أسلحة الفريقين وكان معظمها آيات من القرآن
كان الجبريون يستشهدون بقوله تعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا )
والاختياريون ( وقل اعملو فسيرى الله عملكم )
والأمر المحير أن هذا الخلاف لم يدرك أن القضاء والقدر جزء من عقيدتنا الاسلامية ..
والعقيدة الاسلامية – كعقيدة يطبقها البشر – محكومة بقوانين النسبية وقوانين اختلاف مستويات النظر
ان قوله تعالى (وقل اعملو ) لا يتعارض مع قوله تعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ )
ان قانون المستويات ينطبق هنا ..
من مستوى العمل المادى والخلافة فى الأرض ينبغى النظر الى الأمر بالعمل
ومن مستوى الايمان والتسليم بالقضاء والقدر ينبغى النظر الى ربط المشيئة الانسانية بطلاقة المشيئة الالهية .. فلا ينجح عمل لا يباركه الله بتوفيقه
هنالك تصير فكرة القضاء والقدر شاهدا على جلال الله وقهره وبلسما للجراح .. بقوله تعالى
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ( 22 ) لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم
ان التسليم هنا هو الشكل العلمى بالقضاء والقدر
وهو حكمة كبرى لأن الجزع لا يرد الخسائر .. والله وراث كل شىء ، وهو يبتلى الناس لاختبارهم ومعرفة معادنهم .. والله يعرف قبل أن يختبر الناس ، ولكنه يريد من الناس أن يعرفوا أنفسهم
أيام الرسول ( صل الله عليه وسلم )
آمنوا بالقضاء والقدر كاطار عام تتحرك داخله حرية الانسان وقدرته على الحركه .. وأبسط دليل على ذلك ما استطاعوا تحقيقه فى ثلاثة وعشرين عاما
كان واضحا في اذهانهم أن علم الله السابق هو نور يكشف ما سيحدث, وليس قوة تقهر علي الحدوث.
كانوا يدركون المعيار العام للمسألة كلها.. الإنسان مخير فيما يحاسبه الله عليه, وهو مسير فيما لا يحاسبه عليه..
قال الرسول صلي الله عليه وسلم: إذا ذكر القضاء فأمسكوا, والقدر سر الله فلا تفتشوا عنه وهو بحر لاتغرقوا فيه
يقصد الرسول معنى خطيرا بقوله ..
ان للقضاء والقدر بناء فوقيا يتصل بارادة الله ومشيئته وعلمه
وان للقضاء والقدر بناء تحتيا يتصل بفعل الإنسان وكسبه وحركته
البناء الفوقى بالنسبة الينا مجهول .. لا نملك الخوض فيه بوسائلنا البشرية ولا بعقولنا .. ليست لدينا أدوات البحث فى هذه المنطقة ..
أما بالنسبة للبناء التحتى فنحن نملك التصور القائم على المنطق .. ونملك أن نقوم بسياحتنا فى التاريخ لنقرأ سطوره
فقبل الاسلام كان العرب جبرية يقولون بالجبر .. ثم جاء الاسلام فغير هذا الموقف .. وقرر الحرية والاختيار للانسان
روى عن الحسن البصرى أنه قال :
ان الله بعث محمد الى العرب وهم قدرية مجبرة ، يحملون ذنوب على الله ، ويقولون ان الله سبحانه قد شاء ما نحن فيه ، وحملنا عليه ، وأمرنا به ، فقا عز وجل :
وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون
الله فى العقيدة الاسلامية
( أحمد بهجت )
الإنسان مخير ولكن بقَدْر ومسير ولكن بقَدْر أيضا
ردحذفوالسؤال المنطقي جدا.. لو لم يكن الإنسان مخيراً فكيف ولماذا سيحاسبه الله؟
جزاكي الله كل خير
فعلا يا ضياء
حذفده لو بيفكروا
وجزاكم الله خيرا أفضل منه
مش عارف الناس معقدة الأمر ليه رغم أنه - في اعتقادي- بسيط !!
ردحذفالأمر أشبه بإنك مثلا بتدي لواحد فلوس و تقول له روح اتسوق،و تمشي واحد وراه يراقبه، أما يشتري حاجة يكتب إشترى و اما يضرب جنيهين في جيبه يكتب سرق جنيهين،و هكذا لنهاية التسويقة و اما يرجعلك تحاسبه على اللي أشتراه و على اللي سرقه !! انت يمكن قولت له أشتري و ده الصح لأنك هتديله أجر على كدة لكنه إنحرف وسرق يبقى أنت اللي خليته يسرق ؟ طبعا لأ هو سرق بإرادته !!
و ممكن كمان يشتري زي ما قلتله بس يستحسن و يدور على الأجود و الأحسن يبقى كدة انت هتجازية بأجر أكبر !!
طيب لو عمل حادثة و الفلوس ضاعت منه يبقى ده ذنبه ؟ طبعا لأ !!
الوضع أشبه بكدة بس على أكبر و أعقد و أصعب شوية !!
..
عارف المثال غريب شوية..بس ده اللي جاء على بالي !!
..
تقبل الله منا و منكم.
جميل أوى تبسيطك يا أحمد
حذفاللهم آمين