الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

رحمة الله (1)

الصحابة كانوا تجار نوايا .. يعنى إذا هم أحدهم بفعل إي شيء كان يعدد النوايا ويستحضرها في نفسه حتى يأخذ أكثر من أجر على العمل

تعالوا احنا كمان نعمل كده ، يعنى مثلا قبل ما نقرأ الموضوع ده ناخد نية بل مجموعة نوايا

(رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية )
يعنى مثلا تبقى نيتى ( أعرف ربى أكتر علشان أحبه أكتر ، أفهم دينى أكتر ولما أعرف وأفهم أكتر أحمد ربنا على نعمة الاسلام ، نستفيد من الفيس

ونعيش رمضان بشكل مختلف يقربنا من ربنا ، نستفيد بمعلومات جديدة ونزود ثقافتنا الدينية ونفيد غيرنا ونبقى مجتمعين على طاعة ذكر الله ، ان ربنا يكتبلنا بكل حرف بنقرأه حسنة ويرفع عننا سيئة ، ان ربنا يذكرنا عنده ويباهى بينا الملائكة ، ........ الخ )

قبل ما تقرأ اسال نفسك واكتبلنا انت نيتك ايه ؟


رحمة الله (1)

بحار الرحمة الالهية بلا ساحل.. ليس لها ابتداء وليس لها انتهاء.. هي بحار بلا قاع ولا قرار ولا شاطئ..
لا يأخذ منها الخلق الا بمقدار ما يأخذ الطفل من مياه المحيط في حفرة حفرها الى جوار الشاطئ.

تأمل صور الرحمة الانسانية على الارض :
رحمة الاباء بالابناء, ورحمة العاشقين بمن يحبون ورحمة الاخلاء بالاصدقاء, ورحمة الانسان بالحيوان, ورحمة الحيوان بالحيوان.
تأمل هذا كله خلال تعاقب الايام والعصور وتعاقب القرون والدهور, تصوره منذ خلق الله الارض الى ان يرث الارض.
هذه الرحمة الهائلة كلها جزء من مئة جزء خلقه الله, واحتفظ لنفسه بتسعة وتسعين جزءاً وانزل في الارض جزءاً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جعل الله الرحمة مئة جزء فأنزل في الارض جزءا واحدا, فمن هذا الجزء تتراحم الخلائق, حتى لترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه)

لا حدود لرحمة الله عز وجل.
ومن الخطأ ان تقاس عليها الرحمة البشرية او تقارن بها.
ر حمة الانسان سجينة في حدود طاقته المحدودة, وهي مقيدة على قدر عطائه الذي ينفذ, وهي لا تسع الا قدر ما يسعه احتمال عقله وعطاء قلبه, وهي مثل الاناء ان امتلأ فاض ولم يعد يقبل المزيد.
وما اسرع ملل الرحمة الانسانية.
اما الرحمة عند الله فأفق اعلى من ان يستشرف وعمق بلاقاع, وهو سبحانه الذي وسع كل شيء رحمة وعلما.
يصلي له الملائكة بقولهم: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما, فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم)
ويقول عز وجل في صفة رحمته: (ورحمتي وسعت كل شيء )

عن رحمة الله تعالى بالانسان طوال خطوات حياته.. 
يقول المحاسبي في كتابه "الرعاية لحقوق الله":

تعرف الله إليك قبل أن تولد فعرفته, وتجلى بنعمه عليك فشهدته, وألهمك الإقرار بربوبيته فوحدته, ثم إنه جعلك نطفة مستودعة في الأصلاب, فتولاك بتدبيره هناك حافظا لك ومحافظا عليك, موصلا لك المدد بلطفه وكرمه من الآباء الى أبيهم آدم, ثم قذفك في رحم الأم فتولاك برحمة التدبير, وجعل الرحم لك أرضا يكون فيها نباتك, ومستودعا تنشأ فيه حياتك, ثم جمع بين النطفتين وألف بينهما, فكنت ترجمة لسر الازدواج الذي انبنى عليه الوجود كله, ثم جعلك بعد النطفة علقة مهيأة لما يريد سبحانه أن ينقله إليك, ثم بعد العلقة مضغة, ثم فتق سبحانه في المضغة صورتك وأقام فيها بنيتك, ثم نفخ فيك الروح بعد ذلك, ثم غذاك بدم الأم في رحم الأم, فأجرى عليك رزقه من قبل أن يخرجك الى الوجود, ثم أبقاك في رحم الأم شهورا حتى قويت أعضاؤك, واشتدت أركانك ليهيئك الى البروز الى ما قسم لك أو عليك وليبرزك الى دار, يتعرف فيها بفضله وعدله ورحمته إليك, ثم أنزلك الى الأرض, فعلم سبحانه أنك لا تستطيع تناول الطعام الخشن, وليس لك أسنان تستعين بها على ما تأكله, فأجرى الثديين بالغذاء اللطيف. ووكل بهما منبع الرحمة التي في قلب الأم, فكلما وقف اللبن عن البروز استحثته الرحمة, التي جعلها لك في الأم منبعا لا يفتر, ثم إنه شغل الأم والأب, بتحصيل مصالحك والرأفة عليك والرحمة لك والمودة.. وما هذا كله إلا رحمته -هو- ساقها للعباد في مظاهر الآباء والأمهات تعريفا بالوداد, وفي حقيقة الأمر ما كفلتك إلا ربوبيته ولا حضنتك إلا ألوهيته, ثم إنه ألزم الأب القيام بك الى أن تبلغ, وأوجب عليه ذلك رأفة منه بك, ثم رفع التكليف عنك الى أن يكتمل فهمك, ثم إنه مضى يتعرف إليك برحمته, الى أن صرت كهلا لم يقطع عنك نوالا ولا فضلا, ثم إذا انتهيت الى الشيخوخة, ثم إذا أقامك بين يديه ثم إذا سلمك من عقابه, ثم إذا أدخلك دار ثوابه ثم إذا كشف عنك وجود حجابه, وأجلسك مجالس أوليائه وأحبابه.


قل لي: 
لأي احسانه تشكر.. ولأي اياديه تذكر، وانت لم تخرج عن احسانه ولم تدعك رحمته وفضله وامتنانه.
أتسأل عن احسانه وجحودك ؟
أتسأل عن اكرامه وذنوبك ؟
اتسأل عن لطفه وخطيئتك ؟
لا تيأس من رحمة الله..


الله فى العقيدة الاسلامية
( أحمد بهجت )

هناك تعليق واحد:

  1. أقرأ بنية العلم.. والتعلم وأسأل الله ان ينفعني بهذا العلم

    جزاكي الله خير يا مروة

    ردحذف