الاثنين، 3 فبراير 2014

طرح دبلان

ما عدت أدرك أصل الحكاية لأن الحقيقة شيء ثقيل " فاروق جويدة "
....

فاكرين التدوينة دى  افلاس .. كنت كتبتها زمان أوى وكنت ناوية أكملها بـ جزء تانى بس معرفتش وقتها .. مكنتش لاقية لسه اجابات الأسئلة دى " ايه يخلى الانسان فجأة حاسس نفسيا انه مبقاش يقدر يدى .. بعد ما كان بيفرح أوى انه قادر يطلع جزء - ولو بسيط- من كل حاجة جواه ويديها لغيره من غير ما ينتظر مقابل .. بعد ما كان بيسيب نفسه للاحساس ده لأنه حلو .. ولأنه غيره من جواه أوى .. ولأنه خلاه يتصالح مع نفسه ويحبها ....... ايه خلاه يفقد كل ده ؟!



أوقات بتحس ان جواك ملخبط أوى - من غير أى سبب ملموس - لدرجة بتوجع وتخنق .. بيبقى نفسك تشكى أو تعيط يمكن ترتاح بس مش بتعرف مش بتقدر تتكلم ولا تنزل ولا دمعة .... ولأنك محتاج أوى تعيط بتدور على وسائل مساعدة .. يعنى ممكن تسمع موسيقى حزينة جدا أو تتفرج على مشهد درامى مؤثر فتلاقى دموعك بتنزل كتيييير من غير صوت .... تعرف كمان انك أوقات كتيير بتتجنن وتقعد تتكلم مع نفسك وتنسج حوارات وتتخيل أحداث كتيرة وتشرك معاك أشخاص وهميين / حقيقين لحد ما عقلك وقلبك يتعبوا وتروح فى النوم
فى الفترة دى بتبقى محتاج أوى تتحرر من أى مسئولية ، تفك كل الأحبال اللى رابطالك بأى حد .. روحك محتاجة تتحرر من أى عواطف أو واجبات تجاهم ، محتاج تبطل تفكير فى كل الحاجات اللى نفسك تعيشها و الحاجات اللى عيشتها واذا كانت صح أو غلط ، و الكلام اللى قولته واللى مش عرفت تعبر عنه ، والأحاسيس اللى مش ادتها واذا كان فيه حد كان محتاجها وهتفرق معاه وانت مش أخدت بالك منه ، محتاج تبطل تحس بالذنب أو الندم .. تتجرد من كل حاجة بتخنقك وتقلقك وتوجعك وتخليك حاسس انك مقصر، محتاج تبطل تفكر بـ عمق ، ويمكن كمان محتاج الأدوار تتبدل شوية .. محتاج تاخد شوية .. محتاج تحس ان فيه حد بيحبك بيهتم بيك ويخلى باله منك من غير أى مقابل .. محتاج حد يثبتلك يقينك - اللى بدأ يتهز - بمعانى كتييير جواك  .. محتاج حد يأكدلك ان الحياة مش وحشة أوى وان لسه فيها ناس وحاجات تستاهل منك محاولات كتيير .. حتى ولو بأنه يحكيلك حدوته مش لأنك طفل ..  لأنك محتاج أوى حد يفصلك شوية عن الواقع .. يساعدك انك تغمض عقلك وتروح لـ عالم هادى وراقى من غير ما يسألك ويعمل معاك تحقيق مالك ومضايق ليه وزعلان من ايه ... وفى الآخر معلش كلنا زيك تعبانين أو ينصحك نصيحة منطقية بس مش محسوسة .. محتاج مترجعش غير لما تبقى قادر تواجه الواقع بكل ما فيه من غير ما تتكسر

المصيبة بقى لما كل احتياجاتك دى بتتقابل بالتطنيش ولا كأن حد سمعك وانت بتقول أنا تعبان ومش هينفع أسمع حد ولا أسند حد ولا أطبطب ولا أريح ولا أفرح .. مش قادر دلوقتى .. ولما بيتأكد احساس التطنيش جواك كذا مرة .. بتلاقى معانى كتيير جواك اتلخبطت .. وأولهم معنى " العطاء  " انت كنت مؤمن ان اللى بتديه بتربح أضعافه واللى بتزرعه بتحصده .. يبقى ازاى جواك فاضى أوى كده .. ازاى مبقتش لاقى حاجة تديها حتى لنفسك .. ازاى مش لاقى حد تتسند عليه زى ما كنت متكأ لناس كتييير .. ازاى مش لاقى محبتهم تتنفسها وقت خنقتك وكلماتهم الطيبة الصادقة تطبطب عليك وقت وجعك .. ازاى مش لاقى حد يساعدك عشان تلاقى نفسك التايهة ازاى ازاى ....... !!! ..
التفكير فى اجابات و فين الغلط بالظبط وازاى تصلحه بيزيد تعبك ..بيخليك منهك أوى لدرجة انك بتسيب كل الأبواب مفتوحة للى عايز يمشى مش بتبقى قادر تقوله استنى شوية لما أتحسن .. ولو حاولت تتكلم بتفشل .. مش بيبقى عندك كلام تقوله لأن كل اللى هتقوله هيبان مهزوز .. يقينك بيه مش كفايه عشان توصله لغيرك  .. حتى الأبواب المواربة فى حياتك بتقفلها .. مبقاش عندك رغبة أو قدرة فى انك تتعلق بحاجة أو تتشعلق فى رقبة حد .. كل حاجة فى عينك صغيرة أوى وملهاش أى .. جواك بيتغير بسرعة كبيرة بتصدمك انت أكتر من أى حد ... بتتصدم من استعدادك الفظيع انك تخسر أى حاجة/ أى حد بيضغط عليك نفسيا .. من انك اتجرأت وأخدت الخطوة الأولى وحررت ايدك اللى حاضنة ايده .. فـ تبدأ تلوم نفسك .. على الرغم من ايدك مكانتش مرتاحة أوى فى العناق ده - كانت متلجة ومزرقة ومحدش مهتم بيها - بس بتحس بالندم انك انت اللى أخدت الخطوة الأولى وانسحبت .. بتلوم نفسك لأنها تعبت .. بتكره ايدك لأنها مش قدرت تصمد فى عناق أخد منها كتييير ونسى يديها شوية دفا .. فى نفس الوقت اللى انت حاسس فيه بالذنب بتتصدم بـ لوم الآخرين ليك .. بنسيانهم لكل حاجة حلوة ليك معاهم ويفتكروا بس اللحظة اللى تعبت فيها وقولت مش قادر ..  بأنهم استكتروا عليك انك تكون انسان محتاج تضعف ، تعيط ، تشكى ، ........... .. بأنهم عملوا اسقاط لـ أى عيوب أو تعقيدات فى علاقتكم عليك انت وحدك وكأنهم ملايكة وانت الشيطان .. وقتها بـ تلاقى الاجابات اللى كنت بتدور عليها ..
بتكتشف انهم قبلوا الدور اللى بتقوم بيه كـ حقيقة مسلمة مينفعش تتناقش أو تتهاون فيها .. مينفعش تضعف وتحتاج تشحن شوية وترجع تقوم بدورك تانى
سجنوك ضمن مفاهيم وانطباعات مسلم بيها .. انت نفسك مكنتش بتتجرأ تناقشها مع نفسك .. كان جواك عياط كتييير منعته لحد مبقتش بتعرف تنزل ولا دمعة لما تكون محتاج لده ، جواك كلام كتييير حبسته لحد ما بقيت ساكت على طول .. حاجات كتيير كانت مصرة توجعك وانت ولا هنا .. كنت محتاج تضعف وتبكى وتشكى وتنهار بس مينفعش لأنك دايما الشخص العاقل الكبير المتزن المسئول اللى بيشيل كتييير ومش بيقول أه .. الكل حطك فى قالب معين وأجبروك انك مش تخرج منه أبدا .. فـ بقيت أشبه بالأسفنجة لازم تمتص تمتص من غير ما تقف تفضى وترتاح شوية أو زى الشريط اللى بيسجل جواه أوجاع كتييير ومش مسموحله يسف أبدا

لما بتوصل لـده .. بتصعب عليك نفسك أوى .. بتقول " ياااااااه هى دى نظرتكم ليا ؟! .. أنا اسفنجة ! .. أنا شريط ! .. يعنى أنا مش انسان زيكم .. مش من حقى يكون ليا احتياجات .. مش حقى أضعف وأعيط وأشكى وأحتاجكم تكونوا جنبى ! خسارة انسانيتى وصدقى معاكم  !"
وقتها - بالتدريج - بتعود نفسك ماتبقاش أوفر أوى فى أى حاجة حلوة .. بتبطل تتصرف بمثالية وانسانية .. بتقولها كفاية لحد كده .. كل واحد بيجى يشيلك همه ويحكيلك وجعه ويمشى ويسيب وجعه عالق ومعلم جواك .. مش عشان وجعه كان مميز ومؤثر أوى .. لأ بالعكس الوجع بقى شبه بعضه ممل ومكرر بطريقة مبتذلة .. وبردوا مش عشان كان شخص سبيشيل وقريب أوى ليك .. بالعكس لو كان كده كان حس بيك كان حس انك منهك وكان التمسلك أعذار كتيييير .. انك تتوجع بـ وجعه مالوش علاقه بيه .. ليه علاقة بيك انت .. بأد ايه انت كنت معاه أوى بكل حواسك لدرجة انك اتمليت بيه وبكل تفاصيله وأوجاعه .. بأد ايه انت كنت صادق ومتفانى أوى فى وقفتك وعمقك معاه .. وفى الآخر لامك .. طلعت انت الوحش .. وكل لما اللوم بيزيد .. مش بترد أو بتشرح .. لأ احساسك بـ اللامبلاة بيزيد وبيقتل جواك  وفاءك لـ أى معانى .. و بتفقد خالص يقينك بفايدتها ... واستعدادك لخسارة أى حد مهما كان قربه بيزيد .. مش يتفوت لأى حد يدوسلك على طرف .. مبقاش ينفع تعدى حاجة كنت بتعديها زمان حتى ولو بمزاجك .. مابقاش يمشى معاك تمشية الحال وكبر دماغك وعديها .. إما كل حاجة حواليك ومعاك وليك تحصل صح أوى أو بلاش .. إما الأدوار تتأدى زى ما هى لازم تكون أو ملهاش لازمة .. عشان كده قدرتك على العتاب أو النقاش أو المحاولة من جديد بتنعدم .. ما بتبقاش قادر تسمع كلمة " معلش " لا من غيرك ليك ولا حتى منك لنفسك .. مبقاش يرضيك أنصاف الحلول - النص فرحة ، النص اهتمام ، النص مشاعر ، ..... ، - وبقى يستفزك أوى اللون الرمادى ...... جملة واحدة بقت تتردد جواك دايما " انتوا اللى اخترتوا تشوفوا الوش التانى .. فـ استحملوا بقى " !
..
عاندت قدام ضعفك ووجعك ..  كنت قدام عينك "جواك " بـ يعطب وتعمل نفسك مش شوفت .. العند والتطنيش وصلك لـ نقطة اتكسرت ووقعت ولما ملقتش حد جنبك يسندك فقدت ايمانك بكل حاجة كنت بتعملها واتحولت لـ نقيض كل اللى كنت بتمثله أو بتحاول تمثله !
تفتكر ايه ممكن يرجعلك يقينك المفقود تانى ؟ تفتكر فيه حل يخليك ترجع تانى تحس بالمتعة والفرحة وانت بـ تدى فـ تبقى عايز وقادر تدى أكتر وأكتر وأكتر .... من غير حدود أو مقابل ؟ ايه ممكن يرجعك ليك تانى ؟

..........
العنوان " طرح دبلان " من أغنية اليسا " جربت "

هناك تعليق واحد:

  1. ..
    لا تعذر باحتياجك، كلنا ناقص حنان
    كلنا طفل تمنى، أي شخص يحضنه.
    "لا تخاف، لأصالة!"
    دا في الأول كدة طالما انتي اقتبستي العنوان من أغنية لإليسا!
    ..
    مش عاوز أعيد كتابة التعليق إللي كتبته في الجزء الأول، ولا عاوز أقولك إن ده حال ناس كتير. يمكن زي ما أغنية أصالة بتقول، ما تخدش احتياجك عذر إنك ما تدينيش لأن كلنا محتاجين، لكن رغم ده في ناس حتى وهي في قمة احتياجها بتقدر تدي لغيرها، لأن الانسان بطبيعته ما بيقدرش يغذي نفسه بأحاسيسه، يعني يبقى مليان حنان لكن ما يعرفش يبقى حنين مع نفسه، يبقى مليان شفقة على الناس ورغم كدة يبقى قاسي مع نفسه..الخ. عشان كدة بيبقى محتاج المشاعر والأحاسيس دي من حد غيره، لكن مش معنى إن مافيش حد عطاه إنه يبخل بإللي عنده!
    اه ممكن جداً من كتر ما بندي ونُقَابَل بلامبالاة ولا شكر ولا امتنان بنحس بالظلم، بنحس بالإهمال وربما الامتهان، كون إللي بياخد مننا مش حاسس أصلاً بوجودنا، كأنه داخل محل بياخد منه الإحساس أو الشعور إللي هو محتاجه ويخرج من غير ما يحاسب ويرقع الباب وراه وهو خارج!
    لكن العطاء مرض لا يمكن الشفاء منه مهما حاولنا بأدوية التجاهل والأنانية والقسوة واللامبالاة...الخ. عشان كدة لازم نتعامل معاه كنعمة من ربنا مش زي ما احنا شايفينه كنقمة، محتاجين نعوُّد نفسنا على شعور الرضا بعد كل عطاء نقوم بيه لأي حد مهما كانت قسوة المقابل إللي اخدناه، محتاجين نؤمن إن طالما كنا في يوم قادرين ندي للغير فأكيد إننا هنبقى قادرين على ده لأخر عمرنا، وإن يمكن دي مهمة ربنا أوكلها لنا عشان نقوم بيها فما ينفعش نخذله. ووقها هيبقى سهل إننا نرجع لنا. ^_^
    ..
    اه، الصورة جميلة جداً والعبارة كمان مناسبة ومعبرة، وشاندرا ويلسون دي كانت من أكتر الشخصيات اللي بأحبها في جرايس اناتومي ^_^
    ..

    ردحذف