السبت، 4 أغسطس 2012

القضاء والقدر (2)


كانت فكر النبى والصحابة عن القضاء والقدر أن الله كتب كتاب الخلق قبل خلقه ورغم ذلك لم يتوقف أحدهم ليسأل :
اذا كان الله يعلم ما سأفعل .. فأين حريتى كانسان فيما أفعله ؟
هل الانسان مسير أم مخير .. هل حر أم مسلوب الارادة ؟
كانوا أحكم من ذلك وأرسخ فى دين الله ..
فهموا أن القضاء والقدر لا ينافى حرية الانسان ..
وأدركوا أن حرية الانسان لا تقف أمام طلاقة المشيئة الالهية ..
كان الانسجام ب

ينهم وبين الكون شيئا يثير الدهشة ..

قبل معركة القادسية ، بعث رستم قائد الجيش الفارسى الى سعد بن أبى وقاص رسولا يقول له ( ان رستم يقول لكم أرسلوا الينا رجلا نكلمه ويكلمنا )
فبعث قائد المسلمين ( سعد ربعى بن عامر )
ولما سأله رستم عن سبب مجيء المسلمين إلى الفرس
فقال لهم ( سعد ربعى بن عامر ) أن الله ابتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، أرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله
قال قائد الجيش الفارسى : وما موعود الله ؟
قال : الجنة لمن مات على قتال من أبى والظفر لمن بقي

قال
( ان الله ابتعثنا ) فهو عبد مسير وليس له دخل فى ابتعاث الله له وخلقه اياه
وهو جندى حر ، مخير فى مجيئه الى هنا ، اختار بارادته أن يقاتل دفاعا عن عقيدة التوحيد .. غير أنه ينسب اختياره هنا الى الله تأدبا فيقول (والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ) هذ الجملة خير تفسير علمى لمعنى القضاء والقدر
ان الجندى المسلم ينسب الخير الى الله ، فاذا فعل شرا نسبه الى نفسه

يروى عن الرسول أن رجلا سأله : متى يرحم الله عباده ؟
قال : ما لم يعملوا المعاصى ثم يقولوا انها من الله
وسأله بعض الصحابة يوما : فلأى شىء نعمل ، وقد فرغ الأمر ؟!
قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له
بمعنى أن ما كتب على الانسان وعلم من أمره لا يخرجه عن أنه حر ميسر له سلوك الطريق الذى يريد ويختار

الله فى العقيدة الاسلامية
( أحمد بهجت )

هناك تعليقان (2):

  1. إنه الصراع الأبدي، هل الانسان مصير أم مخير ؟!
    ربما المثال الذي تم ذكره يجيب عن السؤال ، والله عز وجل قد قال في القرآن الكريم ( ألم نجعل له عينين و لسان و شفتين وهديناه النجدين )..أي أن الله قد وضع أمامك الطريقين(طريق الخير وطريق الشر ) ثم ترك الخيار لك بعد أن وهبك من النعم و الحواس ما يُعينك على الأختيار و السير في طريق إختيارك..
    ..
    أشكرك مروة فتلخيصك الرائع جعلني أقرأ الكتاب، و مثابة عليه بإذن الله.

    ردحذف
  2. على فكرة كنت هقرأ الكتاب.. بس خلاص أنا معتمد عليكي في الموضوع ده

    تلخيصك رائع فعلا

    جزاكي الله خير

    ردحذف