قتلت حلمى بيدى !!!!!
كانت العاشرة صباحا حين استيقظت رهف على أشعة الشمس الخافتة التى تسللت من خلال ستائر نافذة شرفتها .. فتحت عينيها ببطء ثم فركتهما بخفة لتستوعب الضوء القادم من نافذتها
نهضت من فراشها بسعادة وتوجهت الى نافذة شرفتها وفتحت الستائر فى لهفة وهى تدعو نسمات الصباح لتشاركها فرحتها
فاليوم أسعد أيام حياتها .. ولادتها الثانية ان صح التعبير .. اليوم سيتوج حلمها فى حفلة توقيع أول كتاب لها .. وليدها الأول وحلمها الذى تمنت أن تحققه فى يوم من الأيام
أخذت نفسا عميقا وهى تبتسم بسعادة .. تشعر أن الشمس فرحة لفرحها .. تحتضنها بحنان وتسلل الدفء بداخلها
تركت الستائر و هى تشعر أن روحها محلقة فى السماء من السعادة اتجهت بخفة الفراشات نحو خزانة ملابسها لتلقى نظرة على فستانها الأبيض الجميل الذى اشترته أمس لتحضر به حفلتها على الرغم من اعتراض والدتها على لونه الأبيض
ولكنها أصرت عليه فهى تحب اللون الأبيض كثيرا .. فهو لونها المفضل .. لون النقاء والبراءة .. الذى يجعلها تبدو كالأميرات
فتحت رهف الخزانة وأخرجت الفستان من الكيس البلاستيكى الذى يحميه من الأتربة وأخدت تتأمله وتدور به فى سعادة كالفراشة أمام المرأة
ثم تذكرت أن فرحتها أنستها دعوة صديقاتها لحفلتها .. فتوقفت عن الدوران ووضعت الفستان بحذرعلى السرير وهى تهمس له بسعادة
( أمامى الكثير لأفعله ولكن انتظرنى .. سأعود اليك سريعا )
ركضت لتغتسل وتتوضأ وتصلى ركعتين وبعد أن انتهت ذهبت لتهاتف أصدقائها .. ضحكت وثرثرت كثيرا معهم حتى تأخر الوقت ولم يتبقى على موعد حفلتها سوى ساعتين
فعادت الى غرفتها مسرعة والابتسامة لا تزال تملأ وجهها لتستعد لهذا اليوم الرائع
ولكنها فجأة انتفضت و اختفت الابتسامة التى كانت تضىء وجهها .. اتسعت حدقتاى عيناها وهى تنظر الى فستانها الناصع البياض وقد امتلىء بالبقع
تسمرت مكانها و علت الدهشة وجهها وهى تتسائل بحسرة
من أين جاءت هذه البقع ومتى ؟؟
وكيف ستذهب الى الحفلة بفستان ملىء بالبقع ؟؟
جلست رهف تبكى بحرقة .. فمهما فعلت لن تستطيع محو تلك البقع من ثوبها الأبيض .. ثوب النقاء
انتفضت رهف من النوم وهى مازلت تبكى .. وجدت نفسها فى غرفتها المظلمة نائمة أمام جهاز الكمبيوتر
وعندما تنبهت أنها كانت تحلم .. نظرت الى الشاشة .. الى اسمه .. مازال offline فأصاب جسدها موجه باردة وشعرت بخيبة الأمل
ثم تحولت نظراتها الى الساعة الالكترونية المثبتة على شاشة الكمبيوتر وجدتها تشير الى الخامسة صباحا
ومرة أخرى نظرت الى اسمه
تنهدت بألم وهمست بحسرة لن يدخل .. جلست فى مكانها شاردة الفكر ترمق أزرار الكيبورد والدموع تملىء عينيها .. كانت مترددة مشتتة ضائعة بين عقلها وقلبها .. عقلها يخبرها أن لا تفعل ما انتوت عليه حتى لا تندم وقلبها يحثها أن تفعل حتى تنهى عذابه وعذابها
وفجأة تحركت أنامل يديها المرتعشة لا شعوريا على أزرار الكيبورد لتخط مسرعة تلك الكلمات التى تنهى حيرتها وتمزقها وعذابها .. لتعيده الى حياتها مرة أخرى .. وبنفس السرعة ضغطت زر الارسال ..
كأن يديها أيضا كانت حائرة وضائعة مثلها .. كأنها كانت تخشى أن تتوقف عن الكتابة .. أن تتجمد وتستجيب لصوت عقلها
وبعد أن انتهت أغلقت الجهاز وجرجرت نفسها وتهاوت على فراشها
وهى تتمتم بصوت مشروخ
" كان حلم رائع .. وبيدى قتلت حلمى "
أغلقت عينيها وما لبثت أن سقطت فى غيبوبه بين النوم واليقظة
فهذا هو حالها
منذ أن تعرفت عليه شبكة الانترنت .. أصبحت تحيا متعلقة بسراب وعوده الكاذبة .. ضائعة بين الحقيقة والزيف .. تائهة بين الحلم والواقع .. أصبحت مجرد بقايا بشر غائب عن الوعى .. عن الحياة .. وأصبح هو حياتها وواقعها الوحيد
مع اني متلخبط شوية بين الواقع والخيال
ردحذفبس تدوينة جميلة :)
تحياتي
شكرا على زيارتك وتعليقك
حذفوان شاء الله فى الجزء التانى توضح الصورة أكتر
في البداية الحلم شدني، هذا طبعا قبل اكتشاف أنه حلم !!
ردحذف..
فهذا هو حالها
منذ أن تعرفت عليه بشبكة الانترنت !!
..الان ربما اتضحت الفكرة جزئيا لكن الأكيد أن بالجزء الثاني ستعرض الصورة كاملة..
...
عجني اسلوبك و وصفك لحالة البطلة-سواء في الحلم أو في الواقع-و انتظر الجزء الثاني بشوق..
..دوما أسعد و استمتع بوجودي هنا..تحياتي.
شكرا جدا على كلماتك الجميلة
حذفالقصة مكررة والنهاية معروفة بس حبيت أكتبها وأشرح الأسباب والأحاسيس اللى بتخلى شخصية زى رهف تلجأ للحل البديل وتصنع واقع بديل لها