الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

تُحبنى .. ولكن .. !

كم هو رائع أن تحبنى !
ولكن الأروع أن يكون حبك قادر على شفاء جروحى .. قادر على احتوائى وطمأنتى ، ولكن ان كنت لن تستطيع .. أو ان كنت ستزيد ألمى وجرحى وخوفى .. ابتعد !

.........

تعرف يمكن أكتر حاجة بيخاف منها الطفل التايه انه يمشى فى طريق غلط يبعده أكتر عن بيتهم أو عن المكان اللى ضاع فيه لأن اللى بيحبوه أكيد هيرجعوا يدوروا عليه فيه .. والتفكير فى كده بيطمنه شوية .. ويمكن عشان كده بيفضل قاعد فى أى ركن من غير أى حركة ولا خطوة وعينه اللى مليانة دموع متعلقة بالطريق .. رايحة مع الجايين والرايحين .. نفسه يلمح حد يعرفه يوديه بيتهم أو يدله على الطريق الصح .. بس لما بيطول الوقت .. الأمل جواه بيقل .. والدموع بتفلت من عينه .. وتيهه ووجعه بيبان للغريب اللى احتمال يكون حس بضياعه وحب يساعده فقرب وبدأ يكلمه بس لأنه تايه و فيه مخزون من التحذيرات والمخاوف والأوهام جواه .. بيخاف من الغريب .. بيخاف يخطفه ، يبعده عن بيته ، يمشيه فى طريق يتوهه ويوجعه أكتر .
هو نفسه ومحتاج أوى يروح بيتهم .. بس مش عارف أى طريق يمشى فيه .. وروحه خايفة من كل الناس اللى حواليه .. وكل لما الوقت يزيد الخوف والأوهام جواه بيزيدوا .. والجروح بتتفتح .. والوجع بيزيد وكأنه كبر وعاش كتيير ومر بحاجات كتير أوى أثرت فيهه فى الوقت الصغير ده .. ومع ان أرواح الناس وقلوبهم بتتعلق بيه وبيحاولوا يقربوا منه هو لسه خايف وتايه وكأنه مش سامع ولا حاسس ولا شايف .. ولو يقدر كان صرخ فيهم عشان يبعدوا عنه عشان يشوف الطريق كويس ونفسه يجرى بعيييد .. يهرب ميعرفش لفين .. بس بردوا بيفضل ثابت فى مكانه .. خايف يتوه أكتر .. ده غير انه بقى عامل زى العصفور اللى جناحاته اتكسرت ومش عارف ولا قادر يطير الا لما تخف
يمكن مستنى يحس بروح يطمنلها فيسمحلها تحضن روحه الخايفة وقلبه الهش وتطبطب على جروحه ووجعه براحة من غير ما توجعه ولا تضيعه أكتر .. وفى نفس الوقت تمسك ايده وتجبره على انه يمشى فى طريق معين وطول الوقت تطمنه ان ده طريق البيت
..
تعرف انت عندك حق .. الحب قادر انه يشفى الجروح ، انه يطمن ، يريح ، يحيى ، .... بس محتاج صبر ووقت وجهد
يمكن الحل عشان تقلل المسافة انك تحاول تنط فوق الحواجز اللى بتوجع بدل ما تحاول تكسرها .. أو انك انك تمشى المسافة دى بهدوء زى اللى ماشى على طراطيف صوابعه خايف يدوس أو يخبط فى أى حاجة تسبب دوشة ولخبطة ووجع للى بيحبهم .. والأهم من الصبر والوقت والجهد .. الرضا .. انك تكون قادر تعمل ده بكل حب ورضا وصدق .. لأنك لو مش كده .. هتعمل دوشة ، وهتخبط ، وهتضغط على الجروح ، وبدل ما تساعد فى شفائها هتكون السبب فى ان الغرز تتفتح وتنزف تانى وتالت والوجع يزيد ويمكن كمان الجرح يتعفن ومايبقاش ليه حل غير البتر

هناك 4 تعليقات:

  1. اؤمن يا مروه بان لو الحب مكانش طمآنينة فهو مش حب اساسًا/ هو تعلق او سد الرمق وقت الحاجة بس مش حب...
    ومثل ما ذكرتي، الحل للاسف بيكون معاه هو البتر - لانه التعامل مع الجزء المبتور ارحم من انه ينزف دون امل من شفاءه.

    بحب طريقتك في التشبيه والاستعاره جدًا!
    كُل الود.

    ردحذف
  2. الحب يشفى الجروح اذا كان صادق لان تاثيره بيكون اصدق ومن الصعب ان الى بيعطى الحب بمشاعر صادقه انه يجرح لانه مينفعش يعارض نفسه الى بيحب بيداوى فقط
    يمكن ساعات يحصل ضرر ونضطر نبتر الحب ده ولكن لو كان صادق مفروض نديله فرصه ونستحمل الألم علشان مندمش ونقول احنا ظلمناه بعد بتره

    كلماتك جميلة وبوست أكثر من رائع

    تحياتى لكى

    ردحذف
    الردود
    1. صح جدا
      شكرا على تعليقك ومتابعتك دايما

      حذف