لستُ مضطر/ة لعبور طريق ليس لى .. فقط أنا أنتظر بهدوء .. وان لم يكن لدى متسعاً من الوقت !
ولكن أى شىء ينتظروه على وجه التحديد ؟ أو بالأحرى ما الذى جعلهم الانتظار ذاته ؟!
الحقيقة أن كل شخص منهم متخبط الى حد كبير .. لا يعلم لماذا هو بالذات من المنذورين للانتظار دون غيره من الناس
ولكنهم جميعا يدركوا بشكل غامض وغير موعى به تماما أنهم يجب أن ينتظروا - على رصيف الحياة - حدوث اللامتوقع على الرغم من أنه نادر الحدوث .. ولهذا يبدوون للآخرين - من لحقوا بقطار الحياة - غريبى الأطوار .. أغلب الوقت لا يبالوا برؤية الآخرين لهم .. ولكن أحيانا يشعروا بالحيرة والضياع .. ف الكثير من الضغوطات النفسية تُذكرهم أن عليهم تحديد خياراتهم الحياتية .. فتؤرقهم وتؤجج من رغبتهم الداخلية فى الانطلاق .. ولكن مع هذا ينتظروا بهدوء - ظاهريا - مُتمنين أن يكونوا على صواب .. ويتحقق أملهم فى حدوث اللامتوقع .. وان لم يكن لديهم متسعا من الوقت لإدراكه .. ف ربما كان هذا الذى ينتظروه هو ما سيمنح انتظارهم وعدم انخراطهم فى الرحلة معنى وهدف .. ربما سيكون قادر على تعويضهم عن لحظات الوجع والاحباط والانهاك النفسى التى اضطروا أن يتعايشوا معها لفترة طويلة
ولكن ما الذى عقد حياتهم الى هذا الدرجة .. وجعلهم منذورين لإنتظار حدوث اللامتوقع ؟
محاولة بلوغنا العميق الغامض الحقيقى فى خضم بحثنا وانتظارنا حدوث اللامتوقع تملأنا بصراعات مُنهكة- بين رغبتنا فى الانطلاق عندما نُدرك أن الوقت يمر .. والحياة تمر سريعا .. وستتركنا عالقين فى لحظة غير قادرين على التحرك فى أى اتجاه .. وبين إيماننا بوجود طرق أكثر جمالا يمكننا العبور منها - وتملأنا أيضا بحيرة وخوف - خوف من أن تمسكنا بطول الانتظار وحدوث اللامتوقع يُعمينا عن رؤية احتمالات أخرى موجودة و مناسبة فننتهى الى اللاشىء - وتملأنا بتساؤلات لا متناهية - متى سيأتى هذا اللامتوقع .. وماهو بالتحديد .. وهل ما نحن فى انتظاره و على أمل بحدوثه يوما ما يستحق تلك المعاناة التى لا تكف عن التهام سنوات حياتنا ومعها تقل كل الطرق الأخرى الممكنة ؟! - كل تلك الأفكار والمشاعر والصراعات تُرهقنا - ربما لو كان بمقدورنا تحديد اللحظة التى سينتهى فيها الانتظار لنتمكن نحن أيضا من اللحاق بقطار الحياة لكانت أصبحت معاناتنا أقل حدة - فنحتاج بشدة الى الطمأنينة فنبتعد ونكفر به - اللامتوقع - .. وربما بعد وقت قليل نهدأ فنقترب ونعود لنؤمن به .. ثم ننهك فنبتعد وهكذا ....... وكأنها لعبة قدرية وجدنا أنفسنا بها .. ولكن ربما هذا الايمان المُرهق .. والاضطراب الوجدانى، واضاعة اليقين - أو ايجاده - فى غمرة البحث ،والانهاك الذهنى و الجسدى ...... و كل تلك الأشياء التى تصيبنا بالأرق والوجع -فنحاول معظم الوقت تجنبها .. وفى نفس الوقت الوقت نبحث عن حقيقتها - هى بالتحديد من تُبقينا فى اللعبة .. لعبة الحياة
................
ولذلك ربما سبب تشبثنا بالحياة ايماننا الشديد بحدوث اللامتوقع .. بحصولنا على تلك المعانى التى نحتاجها بشدة ولكن بِتنا لا نبحث عنها من " فرط " غيابها .. أو من خوفنا الشديد بأن يحدث المتوقع بمنتصف اللامتوقع .. بأن نغرق بالحزن بعد أن نتذوق طعم الفرحة .. بأن يؤلمنا الحنين ويكسرنا الخذلان بعد أن نثق ونعتاد وجود الكثير من المعانى/ الأشخاص فى حياتنا .. بأن تُكسر قشة نجاتنا بعد أن نجدها ونتكأ عليها فنتهاوى معها ولا نستطيع النهوض مرة أخرى
............................
الفكرة مستوحاه من حوار - كالعادة خطير جدا - بينى وبين صديقى اللمض - نص نص - أحمد أحمد صالح
نفسويتى الطيبة كان نفسها تقولك شكرا كتييييير قد كل الحاجات الحلوة اللى بتحبها
بس نفسويتى المتلككة كبتتها وقررت ان هى اللى تقولك بعد طبعا " روح منك لله " شكرا على قد اعتقادك بحدوث اللامتوقع وروح ياابنى ربنا يديك على قد نيتك فى لسعان دماغى .. وبتسألك ايه رأيك تعزمنى على كوباية نسكافيه مسروق ونفكر فى طريقة نحيى بيها السلام على كوكبنا الغلبان اللى مش طايق بعضه ؟ متهيألى من غير تهديدات نخلص على طول ونفجره
تمضى الحياة كالقطار السريع الكل يلهث ليلحق بها خوفا من أن يفوته مرحلة منها ولا يستمتع بلحظاتها كالبقية .. ولكن هناك من يظلون على رصيف المحطة لا يلهثون كغيرهم .. لا يتحركوا خطوة واحدة.. فقط يراقبوا ويتأملوا بعمق كل شىء يحدت من على بعد .. ولا يُعنى هذا أنهم لايبالوا بقطار الحياة الذى يمضى دون أن يدركوه .. لا .. هم أيضا متلهفين للاستمتاع بلحظات كل مرحلة والتشبع بمعانيها .. و لذلك أصعب شىء فعلوه هو مقاومة ذواتهم بعدم انخراطهم فى الرحلة والانتظار على رصيف الحياة
ولكن أى شىء ينتظروه على وجه التحديد ؟ أو بالأحرى ما الذى جعلهم الانتظار ذاته ؟!
الحقيقة أن كل شخص منهم متخبط الى حد كبير .. لا يعلم لماذا هو بالذات من المنذورين للانتظار دون غيره من الناس
ولكنهم جميعا يدركوا بشكل غامض وغير موعى به تماما أنهم يجب أن ينتظروا - على رصيف الحياة - حدوث اللامتوقع على الرغم من أنه نادر الحدوث .. ولهذا يبدوون للآخرين - من لحقوا بقطار الحياة - غريبى الأطوار .. أغلب الوقت لا يبالوا برؤية الآخرين لهم .. ولكن أحيانا يشعروا بالحيرة والضياع .. ف الكثير من الضغوطات النفسية تُذكرهم أن عليهم تحديد خياراتهم الحياتية .. فتؤرقهم وتؤجج من رغبتهم الداخلية فى الانطلاق .. ولكن مع هذا ينتظروا بهدوء - ظاهريا - مُتمنين أن يكونوا على صواب .. ويتحقق أملهم فى حدوث اللامتوقع .. وان لم يكن لديهم متسعا من الوقت لإدراكه .. ف ربما كان هذا الذى ينتظروه هو ما سيمنح انتظارهم وعدم انخراطهم فى الرحلة معنى وهدف .. ربما سيكون قادر على تعويضهم عن لحظات الوجع والاحباط والانهاك النفسى التى اضطروا أن يتعايشوا معها لفترة طويلة
ولكن ما الذى عقد حياتهم الى هذا الدرجة .. وجعلهم منذورين لإنتظار حدوث اللامتوقع ؟
- ربما لأن واقع حياتهم حيزه ضيق جدا بالنسبة لمجال الحياة الرحب .. ليس أمامهم اختيارات كثيرة .. فقط طريق واحد / احتمال واحد / اتجاه واحد صار معروفا لهم ولا سبيل فى طرح أى احتمالات أخرى .. لذا القرارات التى ستتخذ لا تحتمل الجدل .. ستُنفذ دون اللجوء الى الطعن وان لم تروق لهم ... ولهذا ان فعلوا مثل البقية و أدركوا قطار الحياة سيخطو سريعا تجاه طريقه الذى حُدد .. وحينها مُحال أن تُجدى أى محاولات منهم لتقليل سرعته الجنونية أوايجاد أى اتجاهات محتملة أخرى يمكن اتخاذها ... ولذلك ربما لهذا اختار أن يظلوا منتظرين على رصيف الحياة .. ربما لايمانهم الداخلى بحدوث معجزة غير متوقعة تكون قادرة على أن تحيد واقعهم الذى حُدد عن طريقه المتوقع .. حينها سيتركوا العنان لرغبتهم فى الانطلاق
- وربما لأنهم منهكين جدا .. قواهم مستنزفة من معارك وصراعات ليسوا طرفا بها .. وربما لاتعنيهم فى شىء .. فقط وجدوا أنفسهم بداخلها وكان عليهم أن يحاربوا فيها حتى النفس الأخير .. لذا أصبحت دواخلهم ممتلئة بمخزون كبير من الوجع والمخاوف والأوهام الى أن أصبح من السهل كسرهم .. من السهل بشكل مؤلم .. مؤلم لهم على الأقل .. فباتوا منفعلين دون أن يُفعل بهم .. ففى كل مرة يقف أمامهم قطار الحياة يردوا بابه بعنف خوفا على سلامهم الداخلى من الخدش أو الاتلاف .. وعلى الرغم من تصرفهم - العدوانى من وجهة نظر البعض .. والدفاعى من وجهة نظر آخرين - يظلوا منتظرين على رصيف الحياة أملا فى عبور قطار به مكان متسع بما يكفى لأن يحتوى مخاوفهم .. ومحطة دافئة تُطمئنهم وتكون متنفس لما يشعروا به - سواء كان ايجابى أو سلبى - دون خوف أو خجل أو ندم .... وفى ذلك الوقت .. وقت انتظار حدوث اللامتوقع لا يكفوا عن الدخول مرة أخرى فى معارك جديدة لا تُعنينهم وبما تبقى فى دواخلهم من طاقة وحب - وان كانوا بالكاد يكفوا لسد حاجتهم - ربما يكفوا لجبر انكسار روح اعتقادا منهم أن هذا هو الحل البطولى الوحيد المتاح الذى سيساعدهم على التعايش - خوفا وهروبا من العيش الحقيقى - وذلك بإكتسابهم خبرات ربما تكون غير موثوقة ..
- وربما كان السبب أن حياتهم مليئة بالكثير من " الأبواب المواربة " التى حيرتهم وأنهكتهم .. ولم يعودوا يعلموا أيغلقوها أم يفتحوها ، أيبدأوا أم يتراجعوا ، أيتقدموا يخطوات واثقة أم مرتبكة ......... أيرحلوا أم يبقوا .. الى أن أصبحت حياتهم مُعقدة مُعلقة .. ولهذا ربما ينتظرون على رصيف الحياة لأنهم مهما حاولوا وأنهكوا أنفسهم لن يستطيعوا أخذ قرار يطمئنوا الى صوابه ... ومازال بداخلهم أمل بحدوث شىء غير متوقع يأخذ القرار بدلا عنهم .. ف يُنهى حيرتهم ويحسم كل المشاعر المؤجلة بداخلهم
- و ربما كان السبب هو النوستالجيا .. هذا الحنين - الغامض - للعودة الى الماضى .. للفطرة الانسانية الأصيلة والشخصية السوية المتوازنة قبل أن تُلوثها وتُعقدها صراعات الحياة .. للعالم البرىء الجميل .. والزمن البسيط الساحر .... لحياة مضت وتفاصيل واقع قديم أجمل ومناسب بدرجة لا تتوافر فى عصرنا هذا ........ البعض من متنفسى النوستالجيا يؤمنون أن هذا الجمال النادر كان حقيقة مُحققة على أرض الواقع يوما ما ولكن حنينهم هذا ما هو الا تمرد - مؤقت - منهم على قبح الواقع .. ويوما ما سيستطيعوا الموازنة بين حنينهم هذا .. وبين تحقيق رغبتهم فى الانطلاق ....وحينها لن يكونوا قيد الانتظار وسيستطيعوا كالبقية التعايش مع واقعهم الحالهم واللحاق بقطار الحياة .......... ولكن البعض اللآخر من منذورى الانتظار أفرطوا فى استنشاق النوستالجيا فرفضوا أن يقفوا فى " طابور " لا يدركوا نهايته لركوب قطار الحياة .. لم يتقبلوا أن تُدار حياتهم بهذا الشكل الحسابى المُرهق الذى يُفقدهم الكثير من المعانى والأحلام .. وباتوا يؤمنوا بإمكانية اعادة الماضى الجميل واحيائه من جديد .. فيغمضوا أعينهم .. يحلموا ويذهبوا بعيدا يوما تلو الآخر .. حتى باتو منذورين أيضا للحلم شاردين عالقين فى سماوات الحلم البعيدة مثل النجوم ..وربما لهذا ينتظروا -على رصيف الحياة- حدوث شىء غير متوقع يُمكنهم من احياء عالمهم الذى غادر دون أن يأخذهم معه ..
- و ربما كان السبب هو الخوف من الانتهاك .. انتهاك ذواتهم التى يعتزوا بها وبتفردها كثيرا .. انتهاك أحلامهم التى دائما ما ينصتون جيدا لأصواتها ليطمنوا أنها مازلت تحيا وتُحيى دواخلهم بأمل فى تحقيقها يوما ما .. انتهاك الأشياء الجميلة بداخلهم وحولهم والتى تُمثل لهم المُتكأ .. انتهاك التفاصيل الانسانية الدقيقة جدا والتى تمثل لهم المعنى الذى تستمر حياتهم اعتمادا عليه ومن دونها لا يكون شىء له أهمية .. انتهاك حقوقهم وكرامتهم وانسانيتهم ... انتهاك شغفهم بأنفسهم ، بالآخرين ، بالمعانى ..وبالحياة ....... انهم خائفون من أن يصيروا وحوش بعد أن يتخلوا - مُضطرين - شيئا فشيئا عن هويتهم البشرية .. ولهذا دائما ما يحاولوا -غالبا - الانسحاب داخل ذواتهم .. بأن يبتعدوا بقلوبهم ، بأرواحهم ، بكل جمال فيهم عن كل ما يحدث خوفا من أن تُمس فتنتهك .. مع تمسكهم بأمل فى أن يحدث شىء غير متوقع يُطمئنهم ويشجعهم على اللحاق بقطار الحياة
- و ربما كان السبب هو الخوف من التجربة .. من التغيير .. من التورط فى عالم جديد ربما كان غريب جدا عليهم .. من نسج خيط يربطهم بحياة ربما ليسوا مستعدين لها الآن .. هم دائما ملتصقين بما يعرفوه جيدا ولم يعتادوا ترك أنفسهم تسير بلا خوف فى طريق لا تعرفه .. ولا مستعدين أن يغيروا نمط حياتهم ويجربوا مرة .. غير أنهم لا يستطيعوا أن يبنوا شىء فى حياتهم على أساس تجربة لم يخططوا لها ولم يختاروها ..ولهذا ربما ينتظروا على رصيف الحياة اعتقادا منهم أن عدم تورطهم فى الرحلة لا يجعلهم مجبرين على شىء .. لا يجعلهم مربوطين أو مسئولين بأى شىء .. بل يترك لهم حرية التفكير و التصرف واتخاذ قرار الذهاب عندما يكون مستعدين حقا للحياة .... وربما أرادوا بعدم تورطهم أن يتمهلوا قليلا .. يتعمقوا أكثر .. حتى لا يخدعهم قطار الحياة ويُضعيهم عن طرق ستتعلق بها قلوبهم وتُنسج بها حكايا - قصيرة أو طويلة - متماسكة رائعة يتمكنوا من روايتها بحيث لا تستثير تثاؤب السامعين بل دهشتهم وشغفهم
- وربما لأنهم ممتلئين بمشاعر مختلطة لا يمكنهم الآن فك تشابكها.. و مسكونون بكثيير من التساؤلات .. ربما هذا بسبب بحثهم الدائم عن الحقيقة.. عن معنى لحيواتهم .. عن تفاصيل أخرى للوجود .. عن اشارات وعلامات يحاولوا عن طريقها التعرف على ما يطمئنهم وان كان مؤقتا .. عن طريقة يستخرجوا بها أنفسهم من الضياع وليس بأن يلقوا بها فى أى طريق لمجرد أنه يؤدى الى شىء واضح ومحدد .. بل الى مسارهم الخاص وهويتهم الحقيقية .. وربما لهذا ينتظروا على رصيف الحياة .. ربما لأنهم ان لم يتوقفوا ليروا أى طريق سيسلكوا فلا يهم ما سيصلوا اليه .. وربما لأنهم لا يريدوا أن يحيوا حياة تقليدية مملة .. يكونون بها نسخ مكررة بائسة ككثيرين تسرعوا فأدى هذا الى أانفصال جسدهم للحاق بالقطار عن " الروح "الباقية هناك على رصيف المحطة فأصبحوا " جسد بلا روح
محاولة بلوغنا العميق الغامض الحقيقى فى خضم بحثنا وانتظارنا حدوث اللامتوقع تملأنا بصراعات مُنهكة- بين رغبتنا فى الانطلاق عندما نُدرك أن الوقت يمر .. والحياة تمر سريعا .. وستتركنا عالقين فى لحظة غير قادرين على التحرك فى أى اتجاه .. وبين إيماننا بوجود طرق أكثر جمالا يمكننا العبور منها - وتملأنا أيضا بحيرة وخوف - خوف من أن تمسكنا بطول الانتظار وحدوث اللامتوقع يُعمينا عن رؤية احتمالات أخرى موجودة و مناسبة فننتهى الى اللاشىء - وتملأنا بتساؤلات لا متناهية - متى سيأتى هذا اللامتوقع .. وماهو بالتحديد .. وهل ما نحن فى انتظاره و على أمل بحدوثه يوما ما يستحق تلك المعاناة التى لا تكف عن التهام سنوات حياتنا ومعها تقل كل الطرق الأخرى الممكنة ؟! - كل تلك الأفكار والمشاعر والصراعات تُرهقنا - ربما لو كان بمقدورنا تحديد اللحظة التى سينتهى فيها الانتظار لنتمكن نحن أيضا من اللحاق بقطار الحياة لكانت أصبحت معاناتنا أقل حدة - فنحتاج بشدة الى الطمأنينة فنبتعد ونكفر به - اللامتوقع - .. وربما بعد وقت قليل نهدأ فنقترب ونعود لنؤمن به .. ثم ننهك فنبتعد وهكذا ....... وكأنها لعبة قدرية وجدنا أنفسنا بها .. ولكن ربما هذا الايمان المُرهق .. والاضطراب الوجدانى، واضاعة اليقين - أو ايجاده - فى غمرة البحث ،والانهاك الذهنى و الجسدى ...... و كل تلك الأشياء التى تصيبنا بالأرق والوجع -فنحاول معظم الوقت تجنبها .. وفى نفس الوقت الوقت نبحث عن حقيقتها - هى بالتحديد من تُبقينا فى اللعبة .. لعبة الحياة
................
ولذلك ربما سبب تشبثنا بالحياة ايماننا الشديد بحدوث اللامتوقع .. بحصولنا على تلك المعانى التى نحتاجها بشدة ولكن بِتنا لا نبحث عنها من " فرط " غيابها .. أو من خوفنا الشديد بأن يحدث المتوقع بمنتصف اللامتوقع .. بأن نغرق بالحزن بعد أن نتذوق طعم الفرحة .. بأن يؤلمنا الحنين ويكسرنا الخذلان بعد أن نثق ونعتاد وجود الكثير من المعانى/ الأشخاص فى حياتنا .. بأن تُكسر قشة نجاتنا بعد أن نجدها ونتكأ عليها فنتهاوى معها ولا نستطيع النهوض مرة أخرى
............................
الفكرة مستوحاه من حوار - كالعادة خطير جدا - بينى وبين صديقى اللمض - نص نص - أحمد أحمد صالح
نفسويتى الطيبة كان نفسها تقولك شكرا كتييييير قد كل الحاجات الحلوة اللى بتحبها
بس نفسويتى المتلككة كبتتها وقررت ان هى اللى تقولك بعد طبعا " روح منك لله " شكرا على قد اعتقادك بحدوث اللامتوقع وروح ياابنى ربنا يديك على قد نيتك فى لسعان دماغى .. وبتسألك ايه رأيك تعزمنى على كوباية نسكافيه مسروق ونفكر فى طريقة نحيى بيها السلام على كوكبنا الغلبان اللى مش طايق بعضه ؟ متهيألى من غير تهديدات نخلص على طول ونفجره
..
ردحذفيمكن أنا دايما بأشوف إن (الخواء) أفضل من إمتلاء أو تخمة أرواحنا ونفوسنا بأشياء عديمة الفائدة أو المتعة لنا. لازم دايماً نسيب فراغ للروعة الغير متوقعة، اللي ممكن تتمثل في أي شئ ممكن نكون عمرنا ما فكرنا فيه أو خطر لنا على بال، أو شئ يمكن نكون فكرنا فيه بس قررنا في لحظة من اللحظات المظلمة إستحالته. وإلا فإنها ممكن تيجي وما تلاقيش لها مكان في أرواحنا وفي نفوسنا، ولو لقت لها مكان ممكن جداً بدل ما نستقبلها بشغف وشوق نستقبلها بإهمال وببرود فما يكونش قدامها إلا الرحيل حتى قبل تأكيد الوصول!
يمكن هأعارضني وأعارضك، صحيح الإنتظار على الرصيف أفضل من قطع رحلة نكرهها، أو لا ننتمي لها، او نعتبرها إنتحار للحياة جوانا. لكن لو لاقينا إن إنتظارنا طال وخرج من طور الصمود في إنتظار اللامتوقع إلى اليأس والإستسلام للأمر الواقع والإنتظار على الرصيف بلا هدف، وقتها لازم تظهر جوانا فكرة إحتمالية أنه وارد جداً أن نصادف خلال هذه الرحلة التي نكرهها مالم نتوقعه. وهذا يمثل تطبيق لمبدأنا ولو بشكل معكوس، وهنا نأخذ أول قطار يصل الرصيف!
..
على فكرة يا مروة موضوع إن اللي إنتي كاتباه ده من وحي حوارات معايا ما يحملنيش أبداً ولو حتى فتفوتة من جريمة جماله وروعته!
طرحك للموضوع على شكل أسئلة وإجابات رائع جداً، وأظنك نجحتي جداً في عرض وتوصيل الفكرة، خاصة إنك عرضتي تقريباً كل الأسباب التي يعتنقها المنذورون للإنتظار في إتخاذهم أو صمودهم على هذا الوضع.
ويمكن لو ناقشت كل نقطة عرضتيها كإجابة على هذا السؤال لأتخذ الأمر أيام! خاصة أنك تقريبا في كل إجابة قد أجدتي عرض كل جوانبها مما جعل الإضافة عليها أو مناقشتها بالنقد صعب جداً.
..
نفسويتي المتلككة بتقولك، شكراً حاف ما تنفعش...شوفي معاكي ربع جنية فكة!
ونفسويتي الطيبة بتقولك، نوت أت أول!
لو حد يستحق الشكر يبقى أنتي، بس مش هأقولها عشان ما تتغريش وتشوفي نفسك علينا!
..
إحنا عشان نفكر في طريقة نحيي بيها السلام على كوكبنا الغلبان ده أظننا مش محتاجين مجين نسكافية، محتاجين....قرشين حشيش! لأن ده اللي يناسب الفكرة! هههههههههههههه.
وعشان كدة الحل هو الأخير، نخلص على طول ونفجره!
:)
فهيا بنا نصارع أمواج الحياة . . .
ردحذفلنصنع مستقبل مشرق يواكب آمالنا وتطلعاتنا . . .
رغم الألم يبقى الأمل . . .
الخلافة الاسلامية قادمة بإذن الله تعالى . . .
ولنعمل معا لسماء 2018 . . .
رائع يامروة كالعادة
ردحذف