الجمعة، 19 يوليو 2013

رسالة الى الله

ربى
ان أوطاننا تُعانى من الصراعات والتناقضات ، التمزق والفرقة والفتن ، الجهل والفقر ، الكذب والتدليس ........ وأطماع دنيوية لا نهائية .. ونحن أصبحنا نتخبط ونعانى من كل هذا العبث والانحطاط الذى نعيشه كل يوم الى مالانهاية .. فقد انقلبت الأوضاع وأصبحت القمة قاع .. والقاع قمة ، و الباطل حق .. والحق باطل ،وصارت القاعدة استثناء والاستناء قاعدة .... فإختلطت علينا الأمور وتداخلت معايير الخطأ والصواب .. لم نعد ندرى أى طريق نسلكه لنخرج من تلك المتاهات التى تمتص أحلى لحظات عمرنا لتُلقينا فى أكثر الطرق وعورة
يالله هل سنستمر في هذا إلى الأبد ؟ فقد فاق السوء والفساد كل خيال .. ونحن مللنا وأُرهقنا من الدوران فى دوائر مفزعة تفضى الى لا شىء .. أيامنا تُشبه بعضها ، أعمارنا تضيع فى صراعات لا نهاية لها ، أحلامنا تتساقط كأوراق الخريف .. ورقة تلو الآخرى .. تحتضر تموت ولا مجال لإعادتها للحياة مرة آخرى مهما حاولنا أو فعلنا .. فمن مات لن يستطيع التنفس ولن يعود ، وأرواحنا تتآكل من الهم والحزن على ما وصلنا اليه ، وقوانا تخور فى اللهاث خلف أفكار عشوائية لا نهاية لها والبحث عن يقين يصلح لأن نتكأ دون أن يهوى بنا .. ننهار ونحترق عجزا عن تغيير أى شىء .. لا نملك شىء نواجه به كل هذا العبث والسخف والانحطاط سوى التهكم .. بأن نتسائل عن امكانية وجود حياة على الكواكب الآخرى !

ياالله نُدرك أننا ارتكبنا الكثير من الخطايا التى استحققنا بها غضبك وعذابك .. فقد ضِقنا بأنفسنا حتى ضاق العالم بأعيننا وأصبحنا نتوسل اليك أن نتهلك هذا وذاك وفى نفس الوقت نرفع شعارات بالمثل وقيم الخير والعدل والرحمة والسلام فيما بيننا ، ونشعر بالتيه والضياع بعد أن أدركنا أن الكثير من الأشياء مفترضة وغير حقيقية وفائقة الاصطناع بطريقة تثير الاشمئزاز .. وعلى الرغم من ذلك بدأنا ندعى أننا نملك حقيقة مطلقة .. وأن لنا الحق فى أن نفرض معايير الخطأ والصواب على الغير .. ونستحقر المخالف .. ونهاجم المعترض .. وانتهينا أننا قتلنا اخوتنا بأيدينا .. حللنا دمائهم .. ولم نرتوى بعد .. بل واغتر الكثيرون منا بالحياة وما بها من مال وسلطة .. فزادوا فى طغيانهم وحاكوا المؤامرات وتربصوا ببعضهم وتناسوا أن زبانية جهنهم أيضا يتربصوا بنا ........ سقطنا حتى احترفنا السقوط لا لنتحد ونقوم أقوى مما كنا بل لنهوى فى الحضيض أكثر وأكثر حتى بلغت وحشة القلب منا كل مدى .. وتحجرت المشاعر .. وجفت المآقى .. والانسان بداخلنا يناشد " الروح المُنهكة " بأن تتحمل قليلا و يردد لها " اصبرى .. خطوة واحدة وسينتهى كل هذا " ولكنه فى الحقيقة عاجز عن التصديق .. عاجز ايجاد نفسه وسط هذا الكم من الكراهية والصراع والبغض والفساد و....... فيحتضر وهو يترقب نهاية كل هذا العبث بنهاية العالم

ندرك كل هذا يا الله .. نحن من أشعلنا النيران لنحرق بها غيرنا فتسببنا فى الكثير من المآسى وسنحترق جميعا ونحن عاجزين عن اطفائها .. ولكنك يا الله أعلى وأقدر على انهاء كل هذا العبث الذى أحدثناه
يالله نعترف بذنوبنا ونقر لك بخطايانا وتقصيرنا ونشهد بأننا عصيناك ولكننا متيقنون بأن رحمتك أوسع و فضلك أعظم و عفوك أكبر فأغفر لنا و ارحمنا يا الله ... فقد امتلئت حياتنا بالأحزان وقلوبنا بالأوجاع .. وأنت حسبنا ووكيلنا وقادر على أن تخرجنا من الظلمات الى النور..
نطمع فى أن تأذن للفرح أن يطرق بابنا .. وللراحة أن تسكن قلوبنا .. والسلام بأن يسود سمائك وأرضك .. وأن ترزقنا الصدق والاخلاص فى القول والعمل .. وبأن تجعلنا نقوى ضد أى شىء يجعلنا نخالف فطرتك السليمة .. وبأن تساعدنا ننقذ ما تبقى فى داخلنا من انسانية .. وأن تنير بصيرتنا بنورك لنرى ونُدرك زيف كل شىء باطل آمنا بصدقه حد اليقين حد العقيدة .. و استخدمنا فى نشر حبك ونورك وسلامك .. و تولنا برحمتك يارب وان لم نكن أهلا لبلوغ رحمتك فإن رحمتك أهل لأن تسعنا فإنك قد قلت وقولك الحق ( ورحمتى وسعت كل شئ ) ونحن شئ يا رب

ربى
يا من أمرك بين الكاف والنون ويا من اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون
عاملنا بما انت اهله ولا تعاملنا بما نحن أهله .. فنحن بلا حول ولا قوة وأنت أهل التقوى والمغفرة

هناك تعليقان (2):

  1. آمين يارب

    كل سنة و إنتِ طيبة و جميلة يا مروة
    إحنا محتاجين نكثف دعاءنا فعلاً

    ردحذف
  2. وانتى طيبة يا شيرين و بألف خير وسعادة
    نورتى :)

    ردحذف