الأربعاء، 1 أغسطس 2012

الساعة والحساب


تقوم قيامة الانسان إذا مات
وتقوم قيامة الارض إذا جاءت الساعة
وقيام الساعة يعني نهاية الحياة البشرية ، ويعني نهاية الكون واختلال قوانينه الحاكمه، وانطفاء نجومه ومجراته وصيرورة كل شئ إلي الفناء

(يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين )

قيام الساعة غيب .. استأثر الله وحده بعلمه .. وسئل عنها رسول الله (صل الله عليه وسلم )
فنزل قوله تعالى


(يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون)

وقيام الساعة يعني وقوع الحساب
ويعني وقوع التفريق بين المؤمنين والكافرين
ويعني رد المظالم إلي الذين ظُلموا
ويعني التمييز بين المتقين والفجار
ويعني قبل هذا كله وبعده تنزه الخلق عن العبث والباطل وصيرورة كل شئ إلي منشئه وبارئه وعودة الخلائق إلي ربها ومولاها

(وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار )

وقيام الساعة يقترن بالحساب والله هو الذي يتولي حساب البشر وغيرهم من خلقه
وحساب الله تبارك وتعالى لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ، لا يفلت ذرة ولا أقل من الذرة ،
وثمة قاعدة أصيلة تحسم الحساب وتنبئك بدقته واحاطته : قوله تعالى أنه مع الخلق وينبئهم بما عملوا

(ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم )

سنري يوم القيامة أن الانسان كان خاضعا لرقابة رهيبه دون أن يحس، وسنري يوم القيامة أن أنكار المنكرين لا يجديهم ، وسنري أن محاولات الافلات لا تنفعهم
إن الارض تشهد عليهم
وصحف الملائكة تشهد عليهم
وكتب الاعمال المسجلة تشهد عليهم
حتي الارجل والالسنة والايدي تشهد عليهم
انتهي الامر وضاقت الحلقة حول الانسان وغيره من خلق الله

كيف تشهد الأرض على الناس ؟
قرأ رسول الله صل الله عليه وسلم قوله تعالى 
 (إذا زلزلت الأرض زلزالها...وأخرجت الأرض أثقالها...وقال الإنسان مالها...يومئذ تحدث أخبارها )
سأل صل الله عليه وسلم : أتدرون ما أخبارها .. ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم
قال : فان أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها

كيف تشهد كتب الأعمال المسجلة على الانسان ؟

(وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا
اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )


كيف تشهد الألسنة والأيدى والأرجل ؟

(يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون
ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون . )


إذا كان الشهود هكذا فكيف تكون دقة الحساب يوم القيامة؟
قوله تعالى
( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين )

(كفى بنا حاسبين )
أى ضمانات لدقة الحساب واحاطته وشموله يطلبها البشر بعد هذا ..
أى ضمانات للعدل والرحمة يطلبها البشر بعد هذا الضمان ؟

ليس بعد عدل الله ورحمته عدل

سُئل الامام علي رضي الله عنه:
يا أمير المؤمنين كيف يحاسب الله الناس كلهم في وقت واحد؟
قال: كما يرزقهم في وقت واحد

الله فى العقيدة الاسلامية
(أحمد بهجت )

هناك تعليقان (2):

  1. أوجز قول الامام علي كرم الله وجهه الكثير و الكثير و اجاب على الكثير..
    نسأل الله أن يحاسبنا برحمته قبل عدله، فإنا مقصرون و مذنبون و إن لم ننجو برحمته فلن تنجينا أبدا أعمالنا..
    ..
    جعله الله في ميزان حسناتك،و تقبل الله منا و منكم.

    ردحذف
  2. ليس بعد عدل الله ورحمته عدل

    ولولا رحمته سبحانه وتعالى ما دخل بشر الجنة

    بالتوفيق دايما يا ميرو وربنا يجازيكي خير إن شاء الله

    ردحذف