الأربعاء، 8 أغسطس 2012

رحمة الله (2 )

جددوا النية

ورد في الحديث عن رسول الله قوله:
(رب ذنب ادخل صاحبه الجنة)
قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله ؟
قال: لا يزال صاحبه تائبا فارا منه خائفا من ربه حتى يموت فيدخله الجنة.
يقول العارفون بالله: ان معصية تورث ذلا وافتقارا خير من طاعة اورثت عزا واستكبارا.

وقال الشيخ ابوالعباس المرسي: 
كل اساءه ادب تثمر ادبا فليست بإساءة ادب
وكان رضى الله عنه يكرم الناس على قدر رتبتهم عند الله, حتى انه ربما يدخل عليه مطيع فلا يبالي, وربما دخل عليه عاص فأكرمه, لأن ذلك الطائع اتى وهو متكبر بعمله ناظر لفعله مستحسن لنفسه, وذلك العاصي جاء منكسرا بمعصيته وذلته ومخالفته.

ورد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صل الله عليه وسلم
قال:
(والذي نفسي بيده, لولا انكم تذنبون لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم).

لهذا الحد تصل رحمة الحق.

يقول تعالى:
(قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم)

وقد ورد في الحديث القدسي قوله تعالى:
(يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك.
من لقيني بقراب الارض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة.

  نعم كل الذنوب يغفرها الله.. الا الشرك..
هو الذنب الوحيد الذي اقتضى عدله الا يغفره..

افتح اي سورة من سور القرآن تجدها مبدوءة ب
.(بسم الله الرحمن الرحيم)..
الاسمان مشتقان من الرحمة وهما من اسماء الله الحسنى.. والرحمة التامة هي اضفاء الخير على المحتاجين, والرحمة العامة هي التي تتناول المستحق وغير المستحق, ورحمة الله تبارك وتعالى تامة وعامة.. والرحمة في الانسان كمال في طبيعته يجعله يتأثر لرؤية الالم, ويرق قلبه له.
يقول الامام الغزالي ان الرحمة لا تخلو من رقة مؤلمة تعتري الرحيم فتحركه الى قضاء حاجة المحتاج
والرب تعالى منزه عن ذلك فلعلك تظن ان ذلك نقصان في معنى الرحمة.. فاعلم ان ذلك كمال وليس بنقصان.. ليست نقصانا في معنى الرحمة.
لان كمال الرحمة بكمال ثمرتها.. وما دامت حاجة المحتاج قد قضيت بكمالها فلا معنى لتألم الراحم وتفجعه.. وانما تألم الراحم لضعف نفسه ونقصانها ولا يزيد ضعفها في غرض المحتاج شيئاً بعد ان قضيت حاجته.. وانما هي كمال في معنى الرحمة.
لان الرحيم من رقة وتألم يكاد يقصد بفعله دفع الرقة والالم عن نفسه, فيكون قد نظر لنفسه وسعى في غرض نفسه وذلك ينقص من كمال معنى الرحمة.
كمال الرحمة ان يكون النظر الى المحتاج لاجله.. لا لأجل الاستراحة من الم الرقة.. لا يرحم هذه الرحمة السابغة غير الله.
(قل ادعو الله أو ادعوا الرحمن اياما تدعو فله الاسماء الحسنى)

الرحمن الرحيم
هو الرحيم..
وهو الرحمن..
الرحمن معنى ابعد من الرحيم.. معنى يتجاوز حياة العباد معنى يتعلق بسعادة الدار الاخرة..
الرحمن هو العطوف على العباد بالايجاد أولا.. والهداية الى الايمان ثانيا.. والاسعاد في الآخرة ثالثاً.. والانعام بالنظر الى وجهه الكريم رابعاً.

روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ان الله لما خلق الخلق كتب فوق عرشه 
"ان رحمتي تسبق غضبي".
اذن لا يكاد الانسان يبدأ احتراقه في ندم التوبة.. لا يكاد الانسان يبدأ سيره في طريق الاخلاص لله.. حتى ينطبق عليه قوله تعالى: 
(الا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً, فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات, وكان الله غفوراً رحيما) سورة الفرقان.
يقول العلماء ان هذه هي "ارجى" آية من آيات الرحمة في القرآن, فان الله عز وجل شأنه قد وعد التائب المصلح ان يبدل سيئاته القديمة حسنات وليس بعد هذه الرحمة مقام.
سئل احد العارفين عن الطريق الى رحمة الله فقال:
توحيد الله.
وقرأ قوله تعالى:  
(ان الله لا يغفر ان يشرك به, ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)

الله فى العقيدة الاسلامية
( أحمد بهجت )

هناك 4 تعليقات:

  1. كلمات جميلة اوى يا ميرو و موضوع غاية فى الروعة

    جزاك الله كل خير حبيبتى

    يا رب تكونى بخير دايما

    ردحذف
  2. لا إله إلا الله، لا إله إلا أنت يا رحمن يا رحيم، فاللهم كما وحدتك و لم أشرك بك شيئا و أنا أعلمه، فأغفر لي ذنوبي ما أعلمه منها و مالا أعلمه..
    جزاك الله خيرا مروةنو جعلها الله في ميزان حسناتك

    ردحذف
  3. نطلب الرحمة ولا نطلب العدل :)

    فلولا رحمته سبحانه وتعالى ما دخلنا جنته

    جزاكي الله خير

    ردحذف
  4. جميل الموضوع بجد
    ربنا يكرمك
    تخياتي

    ردحذف