الجمعة، 29 يونيو 2012

الحيلة الشيطانية ( الجزء الثالث )


                                           الفراشة والأحلام الوردية

 أسدلت رهف الستائر الداكنة على عالمها المفضل  .. وضاعت نفسها وسط أوراق حلمها الممزق .. وهربت الى عالم أخر .. عالم لم تكن تريده .. كانت تقاومه ولكنها استسلمت له

عالم الانترنت والفيسبوك .. سمعت عنه من بعض صديقاتها .. فهم يلجأون اليه للتخلص من الفراغ الذى يملأ حياتهم  .. لم تتخيل يوما أنها ستفعل مثلهم و لكن الفراغ القاتل الذى تركته خلفها صديقتها المريحة جعلها تلجأ اليه

فبدأت تبحر فى عالم الانترنت الساحر بما فيه من منتديات وماسنجر وفيسبوك وجروبات وشات ..
 كانت حديثة العهد بالانترنت وما ان خطت داخل هذا العالم الواسع
حتى تحولت الى فتاة أخرى غير تلك الفتاة الصامتة المحبة للعزلة .. أصبحت فتاة مرحة مقبلة على الحياة .. تلقى النكات وتملأ المكان الذى تتواجد فيه حركة وضجيجا
اختارت اسم الفراشة كاسم مستعار ..
وكانت حقا مثل الفراشة  .. تحلق بخفة الفراشات من  شات الى مسنجر الى جروب ..  وكونت العديد من الصداقات الالكترونية
ولكنها كانت واضحة منذ البداية .. وضعت قواعد وحدود لتلك العلاقات ..  صداقة فقط ليس أكثر من ذلك .. لا مجال لكلمات الاعجاب والغزل  أو الغرام أو المكالمات أو المقابلات
كانت تؤمن أن أجمل ما فى الحياة أن يحب الانسان ويكون محبوبا ودائما كانت تسمع  صديقاتها يتحدثون عن العشق وكم هو رائع
ولكنها لم تجرب شعور الحب من قبل ..
 لم يخفق قلبها بالحب لأحد .. لم تشعر يوما معنى أن تكون غارق فى حب أحدهم  وأن تكتسحك مشاعر الشوق المزلزلة
وكم تمنت أن تعيش قصة حب كالتى تقرأها فى الروايات أو تشاهدها فى الأفلام ..
ولكنها لا تقتنع أن الحب الصادق  ستجده عن طريق الشبكة العنكبوتية التى لا تثق بها .. أو من خلف شاشة
تخفى المئات من الأقنعة أو بواسطة مجموعة من الأزرار تستخدم  لكتابة كلمات معسولة ووعود كاذبة  وأوهام خادعة
وبالنسبة لها القصة مكررة .. الشخصيات تختلف والأحداث تتشابه والنهاية معروفة وتتشابه ولكنها تتفاوت فى حدة الألم الذى يعود على أبطال القصة  
ولذلك هى لا  تريد أن تكون الفتاة التى تقع برغبتها فى مصيدة اسمها الحب الزائف من أجل أن تعيش لحظات سعادة مسروقة و مشاعر كاذبة ومتعة مؤقته  تزول بتساقط الأقنعة  ثم تصل الى النهاية المدمرة .. فمشاعرها عندها أغلى بكثير من أن تستهلكها لتشعر بتلك اللحظات الزائفة  .. ليست رخيصة لتلقى بها فى تلك المصيدة

ومرت الأيام ورهف تزداد تعلق بذلك العالم الساحر المبهر على الرغم أنها لا تزال لا تثق به
ولكنه جعلها تشعر بكينونتها الهامة وزادت ثقتها فى نفسها.. فالجميع  يتمنى الحديث معها .. فهى كسبت حب واحترام الجميع بخلقها وتفكيرها وشخصيتها النادرة ..  ودائما كانوا يمتدحوا كلماتها الجميلة وأسلوبها البسيط الرقيق الذى يمس أعماق القلوب
ولكنها
مازالت تعانى من الفراغ المدمر  ..  الفراغ العاطفى .. تشعر بجفاف عاطفى بحاجة أن يرتوى بالحب والاهتمام والحنان
وبداخلها الكثير من المشاعر والشحنات العاطفية تنطلق شاردة مع خيالها فترسم مدينة من الأحلام الوردية .. أحلام الحب
تنتظر تلك المشاعر الدافئة الصادقة .. تنتظر الحب الذى يأتى اليها فيقتحمها ويفرض نفسه عليها ويجعلها تعشق بكل ما فيها

وشعرت رهف بالارتواء عندما تعرفت عليها فى احدى الجروبات
 اسمه أحمد .. شاب مرح .. طموح .. يتفنن فى جلب الفكاهة لكل من يتحدث معه
استطاع أن يقتحمها منذ اللحظة الأولى جذبها اليه برقة أسلوبه وعذب حديثه .. باحترامه لحلمها الذى مازال يتردد بداخلها والذى اعتادت أذناها السخرية منه من جميع من حولها .. ولكنه لم يكن مثلهم .. لم يقلل من  أحلامها البسيطة حتى لو كان تافهة ..  قدر موهبتها التى كانت جزء من كيانها كانسانة .. و أحب كتاباتها وأبدى اعجابه بها وشجعها على نشرها .. فأعاد لها الثقة التى فقدتها

وكانت أمامه كالكتاب المفتوح .. لمس رومانسيتها ورقتها فاستطاع أن يحتويها  ويشعرها بالحب والدفء والحنان الذى تحتاجه وتفتقده ولم تجده من والديها  

ومرت الأيام والأحاديث بينهم تزداد ومعها يزداد الاحساس بالراحة والانجذاب .. لقد استطاع أحمد أن يخرجها من قوقعتها ومن عزلتها بتفهمها لها  .. أن ينتزعها من الحزن والكأبة التى تحيط بها بكلماته المرحة .. أن يجردها من حرصها وتحفظها بجرأته
ففى البداية كانت العلاقة بينهم  مثل علاقاتها الالكترونية السابقة  .. تسير على الخط المستقيم الذى رسمته لنفسها وبخلقها وعقلانيتها واحترامها لنفسها تجبر من يتحدث معها أن يسير معها على نفس الخط .. أن تكون العلاقة فى حدود الصداقة فقط  ..
ولكن مع الوقت تعمقت الصداقة بينها وبين أحمد  أكثر وتحولت الى انجذاب واعجاب وتعلق .. فانحرفت عن الخط المستقيم  .. بدأت  تتقبل كلمات الاطراء والغزل .. لم تقابلها بالصد العنيف أو توقفه عند الحد الذى تريده كما كانت تفعل من قبل مع غيره  ..
أحبت جرأته واقتحامه لها .. وشعرت بالحب يطرق باب قلبها بعنف .. ومع  مرور الوقت وقعت فى مصيدة الحب  التى لم تكن تؤمن بها

لم تعرف كيف وقعت بها ..  وهى التى ظنت أنها محصنة .. وأنها تجيد التحكم فى مشاعرها ولا تستسلم لعاطفتها أبدا..  وبدأت تحدث نفسها
كيف تسمحى بذلك وأنتى لا تقتنعى ولا تؤمنى بمثل هذه المشاعر الزائفة .. ؟؟
كيف وأنتى تكرهى لنفسك أن تنحدر الى مستوى تلك العلاقات التى تقام باسم الحب ؟؟
أنسيتى تفكيرك ومبادئك .. التزامك وخلقك ؟؟
ألم تقولى أن احترامك لذاتك جعلكى لا تتصرفى تصرفات طائشة تنزل قيمتك فى نظر
 نفسك ؟؟
ألم تقولى أنكى لا تثقى بعلاقات الحب الالكترونية .. التى يصعب التأكد من صدقها .. والتمييز بين المشاعر الصادقة والمشاعر المفتعلة المزيفة ؟؟
كيف تخطىء وأنتى من كنتى تنصحى غيرك ألا يخطوا فى هذا الطريق المدمر ؟؟
كيف تقعى فى الفخ بارادتك  وأنتى تدركى وتعى النهاية المؤلمة والمدمرة له ؟؟

هكذا اتخذت رهف دور الجلاد وحدثت نفسها بقسوة حتى تحاول  السيطرة على تلك المشاعر الجامحة التى لم تشعر بها من قبل والعودة الى رهف العاقلة المتزنة .. 
ولكن فشلت محاولتها عندما قاطعها صوت خافت يقول بنبرة رجاء
لعل هذا فارس أحلامى الذى يستطيع أخذى الى حكايات الحب التى قرأت عنها .. لعله الحب الذى أنتظره
لقد غيرنى .. جعلنى أحب نفسى .. جعلنى أحب الحياة .. لم أعد تلك اليائسة الحزينة التى تراودها كثيرا فكرة الانتحار .. لقد وجدت من يفهمنى .. من يهتم بى .. يحتوينى بحنانه  .. ويشعرنى بأنه ملاذى الأمن 
فهو كالنسمة الرقيقة التى ظهرت فجأة  فى صحراء حياتى .. فأذابت رتابة واقعى ..  وملأت حياتى بأرق وأصدق المشاعر التى بأمس الحاجة اليها
أشعر أن الحياة بدأت تبتسم لى وأننى  وجدت حب حياتى الأبدى القدرى
كان هذا الصوت هو صوت العاشقة الحالمة التى كانت تطير من السعادة والفرح  لأنها وجدت الحب الذى تنتظره

وجاء دور الناصحة التى لا تريد أن تقسو على رهف وتتحامل عليها  .. فهى أدرى الناس برقتها ومشاعرها المرهفة الحبيسة المتعبة من العقل والاتزان .. فقالت لها بهدوء

تريدى الخروج من قوقعتك .. من شرنقتك الخانقة
تريدى أن تطلقى العنان لمشاعرك الحبيسة لتحلق وتحيا فى عالم الحب ..  .. أن تحيى كأنثى تحب وتجد من يبادلها الحب كما حلمت به .. أن تكونى بطلة لقصة حب كقصص الحب التى تقرأيها وتذوبى بين سطورها
ولكن
هل تسائلتى من قبل عن حقيقة ما تشعرى به ؟؟
هل هو حب أم تعود واحتياج ؟؟
أعلم أنكى تحتاجى اليه ليملأ حياتك و يذيب رتابة واقعك   ..  ليعيد البسمة فوق شفتيكى ويحتويكى بحنانه وتشعرى معه بتلك المشاعر الدافئة التى لم تجربيها من قبل
ولكن انتبهى ولا تنطلقى وراء عواطفك وخيالك الجامح حتى لا تتشوه أحلامك الوردية ويموت جنين الفرحة فى قلبك ..  فالقصة مكررة ولا أعتقد أنك تجهلين الخسائر التى عادت على أبطالها وتسعين برغبتك  أن تكونى واحدة منهم
الأن تستطيعى أن تتراجعى  بأقل الخسائر .. فكل يوم يقربك الى الندم أكثر
 أطيحى بهذه التجربة قبل أن تطيحك فالمسألة مسألة وقت ويعود كل شىء كما كان

أصيبت رهف بالوجوم وأحست بالاختناق
شعرت أن بداخلها حرب بين عقلها الذى يمثله أحيانا الجلاد وأحيانا أخرى الناصحة وبين قلبها الذى يمثله العاشقة الحالمة ..
فعقلها يلومها ويؤكد فشل التجربة ويطلب منها أن تعود الى اتزانها وعقلانيتها حتى لا تشعر بالندم .. وقلبها يشفق عليها ويحثها أن تعيش التجربه بكل ما فيها

فتشوشت أفكارها .. اختلط لديها الزيف بالحقيقة .. وأصبحت الرؤيا عندها ضبابية
  لم تجد  حولها أحد لتخبره بسرها لينصحها وتستعين به على حيرتها بين عقلها وقلبها
فدائما كانت تطوى مشاعرها المرهفة  وأحلامها فى الحب بين جدران غرفتها  حتى لا تصبح مادة للسخرية من صديقاتها وأهلها .. فهم يروا أن تلك المشاعر لم يعد لها مكان فى عالم الواقع .. توجد فقط فى قصص الحب وبين سطور الروايات
كم تمنت فى هذه اللحظة أن ترتمى فى أحضان أمها وتخبرها بكل شىء لتمنحها الحنان وتعينها وتحميها من نفسها ؟؟
 
أفاقت رهف من حيرتها  وأفكارها المشتتة  على صوت جهازها يخبرها بوصول رسالة
كانت منه .. يقول ( اشتقت لكِ ) ..
كان  يتربص بها بمنتهى البراعة .. عنيدا فى اقتحامه واختراقه .. لم يتركها لنفسها .. انتزعها من حيرتها وتشوش أفكارها  فاستسلمت لقلبها ..  للعاشقة الحالمة وأصبحت فى قبضته

العاشقة الحالمة ستتناسى الواقع بكل ما فيه ..
لن تبصر سوى حنان أمير أحلامها المتدفق وحبه الصادق لها .. فما أحوجها الى تلك المشاعر !!
لقد كانت وردة حزينة  أذبلها عطشها لحنان والديها  ولكنها عادت للحياة مرة أخرى  وارتوى ظمأها العاطفى ولن تحتمل العودة الى الجفاف مرة أخرى
فقررت أن تعيش اللحظة وتستمتع بتلك المشاعر ..
 قررت الخروج  من دائرتها الضيقة التى حبست نفسها بداخلها ..  وتجاهلت الاضطراب الكامن فى أعماقها  
لقد تعبت من الاتزان والعقل .. تعبت من حبس مشاعرها .. قررت أن تحررها .. أن تعيش التجربة كما يود قلبها
 فتعلقت به كالغريق الذى عثر على طوق النجاة أخيرا
وتركت له نفسها ليبنى لها فى الهواء قصورا ويدغدغ عواطفها بالكثير من مشاعر الحب والحنان التى تحتاج اليها  .. حتى تعلقت به أكثر وأصبح هو كل عالمها
أصبحت رهف تنتظر بشوق أن يسدل الليل ستائره حتى يغط الجميع فى سبات عميق ويسود الصمت  .. فتجلس  تترقب ظهوره متلهفة ..   تحصى الثوانى والدقائق الفاصله بينها وبين حبيبها
وعند رؤياه  لا تكاد تسعها الدنيا  من الفرحة .. فتحلق كالفراشة بخفة لتستقبل نسمات الحب والحنان   وتمضى معه الليل فى رحلة حالمة تشبع روحها وتسعد بالدقائق والثوانى التى تمضيها وهى غارقة فى أحلامها تتمنى أن يتوقف الزمن عندها فلا يغادرها أبدا  ثم تنام على وسادة من الأحلام الوردية وكلماته المعسولة ووعوده الكاذبة تتردد فى أذانها

ومرت الأيام والأسابيع .. وما تزال علاقتهم جميلة ومنضبطة المواعيد .. كل يوم تنتظره رهف أمام شاشة الكمبيوتر ليأخذها الى عالم الحب والأحلام  
 ولكن لن تصبح قصة حب رهف استثناء من القاعدة والنهاية المعروفة لتلك القصص كما تعتقد وتتمنى رهف 

يتبع ..........

هناك 7 تعليقات:

  1. دائما أصف هذه العلاقة بـ علاقة نصف واقع !!
    فالطرف الاخر انسان،و النصف واقع هذا له مصيرين، الاول و هو ذهابه و موته و هذا في حالتين الأولى و هي الانقطاع و كل على شاشته،و الثانية هي صدمة اللقاء التي تتحول لنهاية..اما الثانية فهي تحوله لواقع كامل باللقاء و اكتشاف الإنسجام و التكامل..ترى أي مصير ستناله رهف ؟
    أعجبني جدا ذلك الحوار أو الجدل بين رهف و نفسها و عرض أسباب قبولها أو رفضها لهذه العلاقة..هذا الجزء في مجمله أعجبني جدا جدا..وانتظر البقية بكل شوق..و ان كنت اتمنى أن تنال رهف ما يسعدها و يعوضها ما قاست من احزان و الام..كنت كاتب قصة على نفس الموضوع بس تليفونات..و بشكل شبه كوميدي..لكن بصراحة ما دخلتش دماغي..لكن هأراجع نفسي فيها...دمتي مبدعة..تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. حلو أوى شرحك لعلاقة نصف الواقع .. ومظبوط جدا
      وأكيد لازم تراجع نفسك وتنشرلنا القصة وان شاء الله هتكون ممتعة كعادتك دايما
      شكرا جدا لتعليقاتك الجميلة اللى بتوضح الفكرة أكتر

      حذف
  2. صباح الغاردينيا
    رهف لجأت للعالم الإفتراضي لتبحث عن الحب والحنان كانت تهرب فقط من عالمها الملوث بـ المشاحنات والكبت وجدت في احمد ماكانت تبحث عنه ولكن السؤال هل سيكون احمد لها عائلة وزوج وحب وحياة ؟
    أم محطة هروب تخرج منها خاسرة ؟!
    لازلت معكِ وفي الإنتظار للجزء القادم "
    ؛؛
    ؛
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    reemaas

    ردحذف
    الردود
    1. صباح النور ريماس
      بحب جدا صباحك أو مساءك ووجودك دايما فى المدونة
      شكرا على متابعتك وتشجعيك الدائم

      حذف
  3. ماكنتش قرات الجزأين الاولانيين.. وبدات من الجزء التالت ورجعت قرأت من الأول تاني
    أولا عجبني إنك حطيتي إيدك على موضوع مهم جدا وهو الهروب للعالم الافتراضي وسردتي بعض اسبابه ثم اسباب التعلق به وده شيء يحسب ليكي اكيد

    ثانيا عجبني اسم رهف ^_^ وشايفة مناسب لأحداث القصة

    ثالثاوأرجو ان تتقبلي *_*
    أسلوب الفلاش باك اللي استخدمتيه في السرد حرق تقريبا نهاية قصتك.. يعني ف أول جزء عرفنا هي هتعمل إيه في الآخر أو عرفنا نهاية القصة
    طبعا ده لو انتي مش محضرالنا مفاجأة في الأحداث

    رأيي إن أسلوب الفلاش باك بالشكل ده ماكنش مناسب لقصتك

    عجبني أوي اهتمامك بالتفاصيل النفسية وبالتفاصيل الشكلية
    أسلوبك في السرد والوصف حلو أوي ومايزهقش اللي بيقرا

    تحياتي.. ومنتظر باقي الأجزاء

    ردحذف
    الردود
    1. أولا شكرا جدا على زيارتك للمدونة
      ثانيا تعليقك مهم جدا وعندك حق فى نقطة الفلاش باك
      علشان كده أنا اتأخرت فى نشر الجزء الأخير لأنى غيرت النهاية
      ولما تقرأ الجزء الأخير هتعرف المفاجأة للحيلة الشيطانية

      فرحت جدا بتعليقك وكلماتك الجميلة وأكتر حاجة انه عجبك اسم رهف لأنى بحبه جداااااااااا

      حذف