الاثنين، 16 يونيو 2014

حالة



كثيرا ما تشعر أن شىء ما مجهول يعتصرك من الداخل .. وكلما حاولت كشف هويته كلما غاص فى دواخلك أكثر وبدأ يعتصرها فى عنف وكأنه يعاقبك على السعى خلفه فـ سريعا تُوقف خطواتك الباحثة عن هويته وتسكن فى مكانك لعله يحد من احكام قبضته الفولاذية ويسمح لك بالتنفس قليلا .. ولكنه لايشفق عليك .. يريد اذلالك وأنت ستسمح له .. ولِمَ لا وأنت تُريد رحيله بأى طريقة كانت ؟! يُريدك أن تبكى ؟ حسنا لا بأس البكاء حتما سيريحك .. فـ تأمر دموعك بالانسياب ولكنها لا تستجيب .. تأبى أن تخرج من مخبأها .. تأبى أن تريحك وتغسل روحك من الهموم والأحزان .. وقبل أن يُغضبك فِعلها .. تتذكر عدد المرات التى تمنيت فيها البكاء بجنون لعلك ترتاح من ألمك ولم تستطيع .. فـ تهدىء ثورتك قبل بِدئها .. وتردد فى نفسك " أنا المخطىء .. نسيت أنها أعلنت علىّ العصيان منذ زمن بعيد " ، حسنا لا بأس هناك طرق أخرى تحد من احتلال هذا الشىء المجهول لك .. ستتكلم .. فـ تحاول البوح بكل ما يُثقلك .. ولكنك أيضا تفشل .. فـ أنت لا تعلم ماذا تقول ؟ صدقا لا تعلم كيفية التعبير عن هذا الصخب المستفحل بدواخلك سوى بالصمت .. ويبقى لسانك عاجز أمام صمتك .. مُقيد لا يعلم ماذا يفعل حتى يتحرر من أسره ، الآن لم يبقى لك سوى اللجوء الى صديقك الوفى - قلمك - لعله يساعدك على أن تُحرر ما عجز اللسان عن فك قيوده .. لعله ينجح فى دفع هذا الشىء المجهول خارجك فـ يريحك ويخفف ألمك .. فـ تمسك به .. تحاول سكب كل ما بداخلك على الورق .. ولكنه لا يتحرك .. تحاول وتحاول ولكن دون جدوى .. تترجاه أن يكتب ويخرج كل ما بداخلك لـ تتركه خلفك وترتاح ولكنه لا يتحرك .. بحث كثيرا ولم يجد الكلمات .. فـ توقف عاجز عن مساعدتك..!
فـ تتسائل بـ حيرة وألم : لماذا دموعك ولسانك وقلمك أصبحوا أعدائك؟! لماذا أعلنوا العصيان والتمرد عليك؟! لقد كانوا أصدقائك المقربين .. ماذا فعلت لهم حتى يكرهوك ؟ والآن ماذا تفعل والكل تخلى عنك ؟ كيف ستستطيع التحرر من هذا الشىء الذى يتغلغل فى دواخلك ؟ أتركض وتهرب بعيدا ولا تعود أبدا ولكن كيف وقدامك باتت لا تحملك؟! فـ عصيان الجميع وتخليهم عنك ومحاولة بحثك عن الأسباب والاجابات بدد قواك وأنت لم تكن تقصد أبدا تبديد قواك والفوز باللاشىء .. فقط أردت التعبير عن الفوضى الصاخبة بداخلك، أردت طريق يُساعدك على أن تُنظم خطواتك الحائرة لـ تُجسدها بـ ثقة نحو عالم آمن ، أردت الانعتاق من شىء تغلغل فى روحك الى أبعد حد ، أردت أن تُتم محاولة واحدة للوصول الى شىء ما، أردت النجاح فى تخطى طرقات وُجدت بها ولانهاية لها ،أردت الانغماس - والعيش - فى الحياة والتمتع بها بدلا من الاستغراق فى التحليل والتعبير حد الابتذال والغرق ، أردت الانطلاق والتحليق ما استطعت بدلا من أن تكون مأسورا بـ قيود " قل الحيلة " وتضييع أحلى لحظات حياتك فى صراع لا ينتهى مع الاحباط والعدمية ،أردت أن لا تكون فى عالم كل شىء قبيح ممكن حدوثه فيه .. وكل شىء مُتفرد يُنتزع منه تفرده لـ يصبح نسخة أخرى مكررة لمن حوله ثم يُضاف عليه معنى ما قسرا لـ ينتج مستنسخ آخر بـ تشويه مختلف ، أردت أن تعتاد الظلمة والخوف والبرد والوجع والجفاء والموت دون أن تضطر - من وقت لـ آخر - تسول القليل من الدفء/الأمان/الاهتمام/الحب /الحياة ، ........... وفى النهاية أردت أن لا تُريد ومكثت فى مكانك منتظرا أن ينتهى كل شىء .. ظنا منك أن المشكلة تكمن فى أنك " تُريد "

هناك تعليقان (2):

  1. أتعلمين يا مروى، ذكرتني حالتك هذه باحدى جمل ستيفن كينج المفضلة لدي:
    “The most important things are the hardest to say. They are the things you get ashamed of, because words diminish them -- words shrink things that seemed limitless when they were in your head to no more than living size when they're brought out. But it's more than that, isn't it? The most important things lie too close to wherever your secret heart is buried, like landmarks to a treasure your enemies would love to steal away. And you may make revelations that cost you dearly only to have people look at you in a funny way, not understanding what you've said at all, or why you thought it was so important that you almost cried while you were saying it. That's the worst, I think. When the secret stays locked within not for want of a tellar but for want of an understanding ear.”

    ردحذف
  2. الكثير منا يبحث عن نماذج للحصول على سي فى سريع باقل مجهود لذا تعرف معنا على كيفية كتابة السيرة الذاتية جاهزة
    و فى نفس الوقت تميزك عن ما يقدمه غيرك

    ردحذف