الأحد، 22 يوليو 2012

عطاء الله


في البدء كان الله
ولا شئ مع الله
ولا شئ غير الله
قائم بنوره وكبريائه وحده



يقول حديث قدسي
 يرويه الرسول صل الله عليه وسلم عن ربه
" كنت كنزا مخفيا فأردت أن اعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني"

إذا اراد الكنز أن يدل علي نفسه فذلك يعني انصراف مشيئته إلي العظاء

بماذا تحس لو ارشدك احد إلي كنز خفي صرت بعده أغني من في الارض؟
كيف يكون شعورك بالامتنان والحب نحو من يدلك عليه ؟
ماذا لو كان هذا الكنز هو الله؟
ماذا لو كان دليك إلي الله هو الله؟

*لماذا يريد الله تعالي من خلقه ان يعرفوه.... ومن هو المستفيد من هذه المعرفة؟

سئل احدهم:
لماذا خلق الله سبحانه وتعالي هذه المخلوقات؟ هل كان في حاجة اليهم؟

أجاب: 

كلا ولكنه خلقهم من اجل حاجتهم هم اليه ،
ومن اجل ثلاثة اشياء:
الاول: لما كانت قدرته اعظم من ان تدرك .... كان لابد لها من مشاهدين
الثاني: لما كانت نعمته اكثر من ان تحد....... كان لابد لها من مستقبلين
الثالث: لما كانت رحمته اوسع من أن تضيق .... كان لابد لها من أثمين

* سبحانه وتعالي

 يخبرنا تقدست ذاته عن استعلاء ذاته وحاجة عباده
" يا أيها الناس أنتم الفقراء إلي الله،والله هو الغني الحميد"
إذا كان الغني الحميد يدعو الفقراء إلي مائدته فأي غرض لهذه الدعوة غير العطاء،
أتسأل عن حدود العطاء وقد جاء من بحار الكرم
هو عطاء لا يتوقف قبل خلق الانسان، لا يتوقف اثناء حياته، ولا بعد موته، لا حين بعثه أو ساعة حسابه
هو عطاء أكرم الاكرمين سبحانه وتعالى

* كانت البداية كنزا مخفيا
ثم شاء رب العالمين أن يخلق معجزاته .. من العدم إلى الدخان إلى الماء إلى بلايين النجوم إلى قطعة الصلصال إلى الخلية الحية إلى مخلوق يكتشف الكون و يبحث في السماء و يعرف الحب و يسعى لعطاء خالقه .. أي قدرة من الله .. و أي حب للإنسان ..

* يقول العارفون بالله
ذكرنا الله قبل أن نذكره ، و عرفنا قبل أن نعرفه ، و أعطانا قبل أن نسأله ، و رحمنا قبل أن نتضرع إليه ... كيف نسمح لقلوبنا أن يكون فيها سواه

* (يَا أيُّها الَّذين آمنُوا مَن يَرتدَّ منكُمْ عن دِينهِ فَسوفَ يأْتي اللهُ بِقومٍ يُحبُّهمْ وَيُحبونَهُ) (المائدة/ 54)
وهنا كما هو واضح يتوعد الله من يرتد عن دينه وهذا هو أفدح الذنوب، يتوعده بأرقى ما في الوجود من مشاعر الحب، لا يهدد بالنار والعذاب، ولكن بأن يستبدل به قوماً يحبهم ويحبونه

* لماذا يعتبر أن اتصاف العبد بمحبة الله مجاز , واتصاف الله تعالى بمحبة العبد يقين كامل ؟
إن قانون الحب الأعلى هو العطاء.
وإذا كان الحب عطاء فإن الله وحده هو المعطي.. فهو يعطي عباده كل شيء ابتداء من نعمة الخلق من عدم وانتهاء بنعمة القبول والادخال فى الرحمة

أما العبد فإنه لا يستطيع أن يعطي شيئاً، إذا أنفق الإنسان من ماله في سبيل الله فإنه لا يعطي الله شيئاً لأن المال مال الله، وإذا استشهد في سبيل الله فإن الجسد والروح ملك خالص لله، ولا يمكن أن يقال لمن يرد الأمانة إلى الله المالك الأصلي أنه يعطيه شيئاً

إذن فقانون العطاء لا يسري إلا على الله فقط، وبالتالي فإن الله وحده هو المحب
فالحقيقة أن الله هو الذي يحب الإنسان ويقبل منه الشكر بدلاً من العطاء، ويجعل الشكر سبباً في زيادة العطاء

(وإذْ تَأذنَ رَبكمْ لئِن شَكَرتم لأزيدنَّكُم وَلئِن كَفَرتم إنَّ عذَابِي لَشديدٌ)


الله فى العقيدة الاسلامية 
( أحمد بهجت ) 

هناك 7 تعليقات:

  1. جمييييييييل أوي يا ميرو بجد تبسيطك للكتاب وتلخيصك للأفكار

    مجهود تستاهلي عليه التحية والشكر

    جزاكِ الله خير

    ردحذف
    الردود
    1. تسلمضياء
      وجزاك الله خيرا أفضل منه

      حذف
  2. سبحان الله،فهو الذي ليس كمثله شئ
    و الحمد لله ، فهو الجواد الكريم المعطي بلا حدود
    و لا اله الا الله، فهو الواحد الأحد ولا معبود بحق سواه
    ...
    جميل جدا عرضك للجزء ده و لكل الأجزاء السابقة يا مروة،و مثابة عليها بإذن الله..تقبل الله منا و منكم.

    ردحذف
  3. صباح الغاردينيا ميرو
    كل عام وأنتِ بخير
    أعتذر ياغالية لأنني في رمضان لا أدخل كثيراً
    موضوعك رائع جزاكِ الله خيراً"
    ؛؛
    ؛
    لروحك عبق الغاردينيا
    كانت هنا
    reemaas

    ردحذف
  4. صباح النور ريماس
    وانتى بألف خير
    مع انك بتنورى المدونة بس رمضان أهم
    وجزاك الله خيرا أفضل منه

    ردحذف
  5. ايه نفحة الصوفيه الرائعه دى
    بجد حاجه روعه منك ان تتحفينا بواحد من المتصوفه الرائعين أ/ احمد بهجت
    تحياتى لمجهودك الرائع واحساسك الاروع
    تقبلى تحياتى

    ردحذف