الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

مرفأ سلام


يا الله
احتجت لأن أعرف كيف أبدو .. وعن ماهية الانطباعات التى أتركها فى نفس كل من يعرفنى .. فـ بدأت أتسائل وأبحث و لكن لم تُشبع الأجوبة احتياجى للمعرفة .. فـ اضطررت فى النهاية أن أنظر فى مرآة روحى لـ أجد أننى :
لم أعد أفعل الأشياء اللطيفة للآخرين .. ولا أقول لهم ما يودون سماعه .. ولا بات احتياجهم للحنان يستفز امومتى فـ أعطى دون مقابل وأتجاوز عن سيئاتهم .. ولا بات بداخلى رغبة فى تقويم أى فعل أرى أحدهم يفعله .. أردد دائما - وأنا مالى - بل وأسوأ من هذا باتت نفسى تطاوعنى على ترك أياديهم المُتعلقة بـ يدى .. وخطواتى باتت تُحثنى على الهرب بعد أن كانت تسبقنى اليهم .... وقلبى بات يُكدس أخطائهم بعد أن كان يغفرها لهم قبل حتى أن يفعلوها .. وبت لا آبه بـ من يرحل ومن يبقى .. فقد كنت أدرك أن صمتى الطويل بات مستفز ، وحديثى المقتضب بات سخيف ، وحضورى البارد باتت ممل .... ولكنى تفاجأت حد الرعب حين وجدت روحى قد تبلدت حد جهلها كيفية اصاغة كلمات " تمتص الوجع /تُبدد الوحشة/تُخفف افتقاد الونس " ... حد عدم تقبلها احتضان الدفء لها .. حد عجزها عن البوح و التوجع والبكاء على الرغم من امتلاكها أسباب ملموسة تدفعها لذلك! .... فقط هى ماهرة فى الهروب والانزواء وان واجهتها فى أنها تبذل قصار جهدها فى اقصاء كل من يحاول الاقتراب بدلا من بذله فى محاولة كسب ود ومحبة الآخرين أجابتنى قائلة " و ماذا فيها ان بت لا أجيد التعاملات البشرية ؟! وماذا فيها ان بت لا أريد أن أكون على صلة طيبة بـ أحد؟ وماذا ان كنت أريدنى لى وحدى لـ بعض الوقت؟ أيعنى هذا .. أننى سيئة !! ولـ يكن .. فـ لتقولوا ما شئتم ، فقط من فضلك أخبرى ذلك الفتى أن يكف عن اللطف .. وتلك الفتاة أن تكف عن الرقة .. ولا يجعلان الأمر صعبا! "

يا الله
ماذا أفعل وقد أنهكت من المحاولة معها لكى تتوقف عن الهرولة تجاه الوحدة والظلام؟! كلما أمعنت التفكير فى العبث الذى تتفوه به تسيطر علىّ العشوائية ويتملكنى الخوف حتى أصبحت ..
أريد أن أعرف/أُدرك .. وأحتاج بشدة أن لا أعرف/ لا أُدرك
أريد أن أتذكر .. وأحتاج بشدة أن أنسى
أريد أن أتنفس هواء يحمل الفرح لـ دواخلى الحزينة .. وأحتاج بشدة أن أزفر بكاء يظهر الانكسار المنقوش على جدرانها
أريد أن أصمت حد الخرس .. وأحتاج بشدة أن أثرثر بـ صراخ يحمل كل الخوف والوحشة بداخلى
أريد أن أسكن حد الشلل .. وأحتاج بشدة أن أهرول حد تقطع أنفاسى
أريد أن أنتظر حد الاستكانة تماما الى اللاشىء .. وأحتاج بشدة أن أفجع الحياة بـ تمرد /انهيار لن يستطيع أحد السيطرة عليه
أريد أن أبتعد حد الانفصال عن كل شىء .. وأحتاج بشدة أن أقترب وأتعلق بـ شىء وان كنت لا يمكننى بلوغه
أريد أن أوصد علىّ الباب جيدا فى عالمى الصغير .. وأحتاج بشدة الخروج /كسر كل القيود /الطرق مرات عديدة على كل الأبواب التى أغلقت فى وجهى مبكرا جدا
أريد الهروب من كل شىء .. وأحتاج بشدة لـ مرفأ سلام

" أريد وأحتاج ..... كيف أجد ضفة أمان بين الاثنين ... طوق نجاة ينقذنى من غرق الحيرة/العجز.. مرفأ سلام لـ أستريح وأغفو كـ طفلة صغيرة لا تحمل هم أى شىء؟! "
..
يا الله
هل لى بى بـ ضفة أمان/طوق نجاة/مرفأ سلام؟

هناك 3 تعليقات:

  1. لا ماتقلقش مش اتحولت للنقيض، ولا حاسة بالظلم ولا بعاقب حد .. حاسة بالعجز، أوقات الصراعات اللى جواك اللى منك بتكون رحيمة بيك أو انت بتحسها كده لما مثلا بتخليك تشفق على نفسك وتقرر انك ترتاح .. بس الصراعات اللى حواليك متعرفش حاجة اسمها رحمة .. بتحاوطك وبتشل حركتك .. بتبص حواليك مش عشان حد ينقذك .. لا .. الكل مشلول حركته .. وماحدش قادر ينقذ نفسه .. بس انت مضطر تبص حواليك .. مضطر تشوف وتسمع وتحس بالوجع والقهر والعجز وانت مش قادر تعمل حاجة لا ليك ولا لغيرك
    ..
    كنت ناوية أرد عليك بـ " طيب " بس بما انك اتلخبطت فوق فـ ميرو الشريرة قررت تكمل لخبطتك

    ردحذف
    الردود
    1. عارفة "طيب" صحيح كانت هترعبني شوية، بس كانت هتبقى أحسن من كلامك ده اللي حسسني إني عبيط، لأني مش فاهم حاجة!
      واطمني، انا اتلخبطت جداً، فيها سنة بقى على ما أبدأ أفوق!

      حذف
    2. واحد من صحابى مرة قالى : كلمة " طيب " دى بتقفلنى .. لما بتقولهالى بعرف انى كلامى خنقك، مسببالكم مشكلة الكلمة دى بس للأسف مش هبطلها مع انى بكرهها جدا بس بتريح
      سيبك من التدوينة دى وتعليقى عشان مش هتفهم مش لأنك عبيط بعد الشر عنك .. أنا كمان مش فاهمة بس حسيت الكلام جوايا بيتخنق .. فحاولت أساعده .. كتبته وسبته يتنفس

      حذف